۞♥ஜ منتدى صعوبات التعلم- عسر قراءة وكتابة ஜ♥۞
ܔ҉ೋܔ ¨°o.O ( اعضاؤنا الكرام)¨°o.O ܔ҉ೋܔ
تواجدكم ومشاركتكم معنا هو مايدفعنا دائما إلى الأمام
وإلى أن نحقق ما ينال رضا الله ورضاكم عنا
أدعوك للمشاركة والوقوف بجانبنا فنحن نحتاجك كعضو مشارك أكثر من كونك عضو مسجل
فعضو يفيد ويستفيد خير من 1000 عضو يأخذ فقط دون أن يعطى ولو معلومة اوموضوع واحد
ننتظركم من جديد وننتظركم دائما
عليك بعد التسجيل بتفعيل الاشتراك من ايميلك
وكل عام وأنتم بخير
ولكم خالص تحياتى ღॐணॐೋ أداره المنتدى ღॐணॐೋ
۞♥ஜ منتدى صعوبات التعلم- عسر قراءة وكتابة ஜ♥۞
ܔ҉ೋܔ ¨°o.O ( اعضاؤنا الكرام)¨°o.O ܔ҉ೋܔ
تواجدكم ومشاركتكم معنا هو مايدفعنا دائما إلى الأمام
وإلى أن نحقق ما ينال رضا الله ورضاكم عنا
أدعوك للمشاركة والوقوف بجانبنا فنحن نحتاجك كعضو مشارك أكثر من كونك عضو مسجل
فعضو يفيد ويستفيد خير من 1000 عضو يأخذ فقط دون أن يعطى ولو معلومة اوموضوع واحد
ننتظركم من جديد وننتظركم دائما
عليك بعد التسجيل بتفعيل الاشتراك من ايميلك
وكل عام وأنتم بخير
ولكم خالص تحياتى ღॐணॐೋ أداره المنتدى ღॐணॐೋ
۞♥ஜ منتدى صعوبات التعلم- عسر قراءة وكتابة ஜ♥۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞♥ஜ منتدى صعوبات التعلم- عسر قراءة وكتابة ஜ♥۞

عسر قراءة-عسركتابة-عسراملاء-صعوبات تعلم-صعوبات اكاديميه -ديسلكسيا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» مكارم الأخلاق في القرآن الكريم
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:49 pm من طرف hany1

» تفسيرسورة الإسراء
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 7:05 pm من طرف hany1

» سورة النحل
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 6:53 pm من طرف hany1

» سورة الحجر
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 6:43 pm من طرف hany1

» سورة إبراهيم
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 6:37 pm من طرف hany1

» تفسيرسورة الرعد
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 6:33 pm من طرف hany1

» تفسيرسورة يوسف
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 6:24 pm من طرف hany1

» تفسيرسورة هود
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 6:19 pm من طرف hany1

» سورة يونس
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 6:07 pm من طرف hany1

» سورة التوبة
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 6:00 pm من طرف hany1

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
hany1
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_rcapمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Voting_barمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_lcap 
مديرة المنتدى
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_rcapمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Voting_barمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_lcap 
mahany2011
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_rcapمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Voting_barمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_lcap 
rasha
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_rcapمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Voting_barمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_lcap 
soso
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_rcapمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Voting_barمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_lcap 
مصريه بجد
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_rcapمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Voting_barمكارم الأخلاق في القرآن الكريم Vote_lcap 
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواضيع مماثلة
المواضيع الأكثر شعبية
مراتب الحديث الضعيف
الكذب وعواقبه
اهميه الزكاه وفضلها
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم
سورة البقرة
سورة التوبة
سورة يونس
سورة الأنعام
القول الفصيح فى معرفه مراتب الحديث الصحيح
تفسيرسورة الإسراء
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط ۞♥ஜ منتدى صعوبات التعلم- عسر قراءة وكتابة ஜ♥۞ على موقع حفض الصفحات
أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
اليوميةاليومية

 

 مكارم الأخلاق في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: مكارم الأخلاق في القرآن الكريم   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 9:56 pm

المؤلف: الفريق/ يحيى بن عبد الله المعلمي



مقدمة

الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله ، سيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه عليهم رضوان الله.
أما بعد:
فهذه أحاديث عن مكارم الأخلاق في القرآن الكريم قمت بجمعها وتصنيفها ، وأقدمها هدية إلى القارئ الكريم راجيا من الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها وأن يثيبني عليها إنه سميع مجيب.

الفريق: يحيى بن عبد الله المعلمي
عضو مجمع اللغة العربية.

الإخاء:
جاء ذكر الإخاء في القرآن الكريم بأنماط مختلفة خمساً وتسعين مرة ، يشتمل بعضها على نماذج من قصص الإخاء والأخوة وما لها من تأثير في العواطف والمشاعر ويشتمل البعض الآخر على أحكام الميراث.
وفي قصص القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على عواطف الأخوة وتأثيرها في النفوس وتوضح ما ينبغي في الأخوة من تعاطف وتراحم وتواد وتعاون ، فهذا يوسف عليه السلام يُؤوي إليه أخاه بنيامين ويُطمئن قلبه ويُطيب خاطره.
قال تعالى:
" وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (سورة يوسف الآية 69).
ومن أقوى روابط الأخوة ما ذكره القرآن عن موسى وهارون ، اللذين كانت أخوتهما ولا تزال نموذجا للمحبة الصادقة والعواطف الكريمة ومثالا للتعاون على الخير والتكاتف في الجهاد والكفاح ، فقد قال عز وجل:
" وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً " (سورة الفرقان الآية 35).
وقال سبحانه على لسان موسى عليه السلام:
" قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ " (سورة المائدة الآية 25).
وعندما منَّ الله على موسى عله السلام بالنبوة والرسالة لم ينس أخاه هارون وإنما تقدم إلى ربه راجياً أن يجعل معه أخاه هارون وزيراً ويشركه في أمره فمنَّ الله عليه بذلك.
قال تعالى:
" قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي. وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي. هَارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي. كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً ونَذْكُرَكَ كَثِيراً. إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً. قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى. وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى " (سورة طه الآيات 25 - 37).
ووردت هذه القصة أيضاً في سورة القصص فقد دعا موسى ربه أن يرسل معه أخاه هارون ليتعاون معه بما منحه الله من فصاحة اللسان على تبليغ الدعوة وليزداد به قوة على قوته فيأمَن مكر فرعون وبطشه.
قال تعالى:
" وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِي. قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ " (سورة القصص الآيتان 34 - 35).
وقد منَّ الله على موسى بذلك وجعلك توزير أخيه رحمة له.
قال تعالى:
" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً. وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً. وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً " (سورة مريم الآيات 51 -53).
ولما لصلة الأخوة من أثر في ربط القلوب بالمحبة والإخلاص و المودة ولرفع الكلفة بين الأخوين فقد أباح القرآن للأخوة والأخوات التخفف من بعض القيود التي تفرضها طبيعة العلاقات بين الأغراب من تكلف واحتشام. قال تعالى:
" وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الآرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. (سورة النور الآية 31).
وقال تعالى أيضاً:
" لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ". (سورة النور الآية 61).
وحنان الأخت وشفقها على أخيها تتمثل في القرآن الكريم في مواضع متعددة من كتاب الله.
قال سبحانه وتعالى عن أخت موسى عليه السلام:
" إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى " (سورة طه الآية 40).
وقال سبحانه:
" وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ. وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ. فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ". (سورة القصص الآية 11- 13).
ولا تقتصر عواطف الأخوة وما يجب لها من التزامات وما يترتب عليها من مشاعر الود والعطف والمحبة على الأخوة في النسب. بل يمتد ذلك إلى الأخوة في القبيلة أو الوطنية أو الإنسانية فقد جاء في القرآن الكريم وصف بعض الأنبياء بأنهم أخوة لقومهم الذين أرسلوا إليهم ، وليس المقصود بذلك أخوة النسب ، وإنما المقصود أخوة المحبة والمودة والرغبة في الهداية والأمل في تحقيقها، أو لعلها تعني الأخوة في القبيلة أو الوطنية أو الإنسانية.
قال تعالى:
" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ" (سورة الأعراف الآية 65).
وقال عز وجل:
" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ ". (سورة الأعراف الآيتان 73 - 74).
وقال سبحانه:
" وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ. وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ". (سورة الأعراف الآيتان 85 -86).
وقد تكرر هذا الوصف الدال على أخوة الأنبياء، لأقوامهم الذين أرسلوا إليهم وللدلالة على ما في قلوب هؤلاء الأنبياء الكرام من مشاعر العطف والمودة لقومهم وحرصهم على أن يفوزوا بالهداية والرشاد وينجوا من الغواية والضلالة.
فيقول عز وجل:
" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلا مُفْتَرُونَ. يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِي إِلا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ. وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ". (سورة هود الآية 50 - 52).
ويقول تعالى:
"وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ " (سورة هود الآية 61).
ويقول عز من قائل:
"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ. وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ. بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ " (سورة هود الآية 84 - 86).
ويقول سبحانه وتعالى:
" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ. قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (سورة النمل الآية 45، 46).
ويقول تعالى:
" وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ. فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ "(سورة العنكبوت الآية 36، 37).
ويقول عز وجل:
" وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " (سورة الأحقاف الآية 21).
وقد ربط الله بين المؤمنين برباط الأخوة.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " (سورة آل عمران الآيتان 102، 103).
ويقول سبحانه:
" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ. وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ. لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ " (سورة الحجر الآيات 45-48).
ويقول سبحانه:
" وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " (سورة الحشر الآية 10) ,
ويقول تعالى:
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (سورة الحجرات الآية 10).
وللأخوة آداب يجب التقيد بها. فالعطف على الأخ وإزالة مخاوفه وبث الطمأنينة في نفسه يتمثل في تصرف يوسف عندما قدم عليه اخوته ، إذ يقول تعالى عن ذلك:
" وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (سورة يوسف الآية 69).
وقد ضرب يوسف عليه السلام المثل في العفو والتسامح عن زلة الأخ، ورفع العتب عنه، مع أن ما فعله به اخوته يعتبر ذنبا كبيرا، إذ هو شروع في قتله ومحاولة لإخفاء أثره عن أبوية، ومع ذلك فقد صفح عنهم يوسف وخاطبهم باللين:
" قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " (سورة يوسف الآية 92).
وعندما يدعو موسى ربه مستغفراً ومعتذراً عن ارتداد بني إسرائيل إلى الكفر وعبادتهم العجل لا ينسى أخاه هارون ، قال:
" قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " (سورة الأعراف الآية 151).
ومن آداب الأخوة والتزاماتها تبرئة القلوب من الحقد بعد العفو عن الخطأ واستيفاء الحق.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأنثَى بِالأنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (سورة البقرة الآية 178).
ومن آداب الأخوة صون اللسان عن الوقوع في عرض الأخ أو ذمه غيبة أو بهتاناً.
قال تعالي:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ" (سورة الحجرات الآية 12).
وقد أوضح القرآن نصيب الأخ والأخت لأم من الميراث في قوله عز وجل:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ " (سورة النساء الآية 176).
وأوضح القرآن نصيب الأخوة والأخوات الأشقاء أو لأب في الكلالة في قوله تعالى:
" يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " (سورة النساء الآية 176).
وأوضح القرآن أيضا نصيب الوالدين مع الأبناء ثم نصيب الوالدين مع الاخوة في حالة عدم وجود ولد للمتوفى في قوله سبحانه وتعالى:
" يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً " (سورة النساء الآية 11).
وقد نص القرآن على تحريم نكاح الأخت وبنات الأخ وبنات الأخت في قوله تعالى:
" حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأخِ وَبَنَاتُ الأخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمْ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنْ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمْ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً " (سورة النساء الآية 23).
وفي ختام هذا الفصل من روابط الإخاء في القرآن الكريم نكرر دعاء السلف الصالح:
" ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الأمانة:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 9:59 pm


عظَّم القرآن شأن الأمانة وأوضح أهميتها إذ قال عز وجل:
" إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً " (سورة الأحزاب الآية 72).
ولست بصدد الخوض في تفسير معنى الأمانة والمقصود بها في الآية الكريمة، فقد تولى ذلك جمهرة المفسرين وعلماء السلف الصالح، ولكني أود أتناول الجانب الظاهر من معنى الكلمة وهو الأمانة المضادة للخيانة أو الأمانة بمعنى ما يودع لدى الغير من مال أو تحف.
فالأمانة بمعنى الوديعة حقها الأداء وافية غير منقوصة، وقد ورد الأمر بذلك في القرآن صراحةً وتأكيداً، فقد ورد الأمر بذلك بصيغة لام الأمر،
قال تعالى:
" وَإِنْ كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تجِدُوا كَاتِباً فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ " (سورة البقرة الآية 283)
ورد الأمر أيضاً بصيغة التصريح بالأمر برد الأمانة.
قال تعالى:
" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً " (سورة النساء الآية 58).
وورد النهي عن الخيانة.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " (سورة الأنفال الآية 27).
وقد مدح الله المؤمنين من عبادة، فوصفهم بأنهم يرعون العهد فلا يخونونه أو ينكثونه، ويحفظون الأمانة فلا يضيعونها أو يهملونها، وإنما يؤدونها إلى أهلها كاملة وافية.
قال سبحانه وتعالى:
" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ. أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ. الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (سورة المؤمنون الآيات 1 - 11).
وقال سبحانه:
" إِنَّ الإنسان خُلِقَ هَلُوعاً. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً. إِلا الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ. وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ. لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ. وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ. وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ. إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ. أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ " (سورة المعارج الآيات 19 - 35).
والأمانة من صفات الملائكة الأبرار، ومنهم جبريل الذي نزل بالقرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال تعالى:
" وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ " (سورة الشعراء الآيات 192 - 195).
وقال تعالى:
" إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ " (سورة التكوير الآيات 19- 21).
والأمانة من صفات الأنبياء والمرسلين الذين ائتمنهم الله على رسالته إلى خلقه، والذين هم أمناء على ما يعود بالنفع على أمتهم ، وحريصون على هدايتهم وإرشادهم.
قال تعالى:
" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ. قَالَ الْمَلا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَ إِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنْ الْكَاذِبِينَ. قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ " (سورة الأعراف الآيات 65- 68).
قال تعالى على لسان ملك مصر مخاطباً نبي الله يوسف عليه السلام:
" وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ " (سورة يوسف الآية 54).
وقال تعالى:
" كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ " (سورة الشعراء الآيات 105 - 107).
وقال سبحانه:
" كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ " (سورة الشعراء، الآيات 123 - 125).
وقال سبحانه:
" كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ " (سورة الشعراء، الآيات 141-143).
وقال عز وجل:
"كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ " (سورة الشعراء، الآيات 16-162).
وقال سبحانه:
" كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ"
(سورة الشعراء، الآيات 176،178).
وقال سبحانه على لسان إحدى ابنتي شعيب عليه السلام في وصف موسى عليه السلام:
" قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ " (سورة القصص الآية26).
وقال تعالى:
" وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ. أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ "(سورة الدخان الآيتان 17-18).
والأمانة أيضاً صفة من صفات عباد الله المؤمنين من الجن والإنس.
قال تعالى على لسان أحد العفاريت الذين سخرهم لنبيه سليمان عليه السلام عندما طلب سليمان إحضار عرش بلقيس من اليمن إليه:
" قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأ أيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ " (سورة النمل الآيتان 38-39).
وقال تعالى:
" وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ " (سورة آل عمران الآية 75).
جعلنا الله وإياكم ممن يتحلون بصفة الأمانة، ووفقنا جميعا لصالح الأعمال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الاستئذان..   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:00 pm

..
من آداب الاستئذان قبل الدخول للبيت.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ " (سورة النور الآيات 27-29).
حتى بالنسبة لبعض أهل الدار وساكنيها، فقد أوجب القرآن عليهم الاستئذان في أوقات معلومة، يبدو أنها الأوقات التي يخلد فيها أصحاب الدار إلى الراحة، فيتخففون من بعض ثيابهم أو يباشرون ما أحل الله لهم من متعة.
يقول الله عز وجل:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " (سورة النور الآية 58).
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الأذى كفه والصبر على احتماله:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:01 pm

نهى الله سبحانه وتعالى عن الإيذاء في مواقع كثيرة من القرآن الكريم.
قال سبحانه:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً" (سورة الأحزاب الآية 69)
وقد نُهيّ المسلمون عن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم بما كان يصدر منهم على غير قصد ولا علم بأنه يؤذيه، كالبقاء في مجلسه بعد تناول الطعام، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون أن يبقوا في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم أطول وقت ممكن ليستمعوا إلى حديثه ويستفيدوا من مواعظه وإرشاداته وليحصل لهم الأنس بقربه، ولكنه عليه السلام كان يتضايق أحياناً من طول جلوسهم ويستحي أن يأمرهم بالانصراف فنزل قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً" (سورة الأحزاب الآية 53).
وفي هذه الآية قواعد كثيرة من قواعد الأدب الاجتماعي. منها أن يكون الحضور إلى مكان الدعوة في الوقت المناسب، ومنها عدم الدخول إلى البيوت بغير إذن، ومنها الانصراف بعد تناول الطعام وعدم البقاء لتبادل الحديث، ومنها ضرورة الاحتشام في مخاطبة النساء عامة ونساء النبي خاصة، ومنها مراعاة حرمة النبي صلى الله عليه وسلم في الابتعاد عما يؤذيه وعدم نكاح أزواجه من بعده احتراماً له ولأنهن اصبحن أمهات المؤمنين.
وقد عاتب موسى عليه السلام قومه على إيذائهم له واعتبر ذلك منهم زيغاً عن الحق وضلالاً عن الهدى وفسقاً لا يرضى الله عنه ولا يهدي من يفعله.
قال تعالى:
"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (سورة الصف الآية 5)
وعاب القرآن على اليهود والمنافقين إيذائهم للنبي وقولهم عنه إنه "أذُن" أي أنه يستمع إلى النميمة والوشاية وقد يتأثر بها وتوعدهم الله بالعذاب الأليم على إيذائهم وسوء ظنهم.
قال تعالى:
"وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (سورة التوبة الآية 61).
وقد وصم القرآن من يؤذي الله ورسوله بأن عليهم اللعنة في الدنيا والآخرة ومنعهم من رحمته وتوعدهم بالعذاب المهين يوم القيامة.
قال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً" (سورة الأحزاب الآية 57)
كما أنكر القرآن على من يؤذن المؤمنين والمؤمنات ويرمونهم بالباطل من الإفك ويتهمونهم بما ليس فيهم فيكتسبون بذلك إثما مبينا ووزراً عظيما يجلب لهم الحزن في الدنيا والآخرة.
قال سبحانه:
" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثماً مُبِيناً " (سورة الأحزاب الآية 58).
إن هذه الآيات التي أوردناها تندد بالإيذاء وتصف المؤذي بصفات يجب أن يترفع عنها المؤمن وأن يعمل على تجنب الإيذاء لئلا تنطبق عليه هذه الصفات ويحيق به ما يحيق بالمؤذين من عذاب وخسران، ولكن إذا وقع الأذى على المؤمن فإن من الخير له أن يقابل ذلك بالصبر والحمل، وألا يقابل الشر بالشر، بل يحاول رفع الأذى عنه بالحسنى، ويصفح عمن أساء إليه، ويكل أمره إلى الله.
يقول سبحانه وتعالى:
" وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ " (سورة إبراهيم الآية 12).
ويقول سبحانه:
" فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلادْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ" ( سورة آل عمران الآية 195).
وقد امتدح الله سبحانه وتعالى أنبياءه لصبرهم على ما واجههم به أقوامهم من أذى وتحملهم لذلك في سبيل الله وابتغاء مرضاته وحرصاً على أداء الرسالة وتبليغها حتى أتاهم نصر الله الذي وعد به ولا مبدل لكلماته ولا يخلف الله وعده في نصر أوليائه.
يقول عز وجل:
" وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأ الْمُرْسَلِينَ " (سورة الأنعام الآية 34).
وأوصى الله سبحانه وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بالإعراض عن أذى الكافرين المنافقين، وأن يتوكل على الله ويكتفي به ويستغني بفضله عنهم.
فقال سبحانه:
" وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً " (سورة الأحزاب الآية 48).
والأذى يضعف أثر الإحسان في نفس من أسدى إليه الإحسان، ولعل كف الأذى عنه يكون أحب إلى نفسه من إسداء الإحسان إليه.
قال تعالى:
" قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ " (سورة البقرة الآية 263).
والأذى يبطل الصدقة ويمحو حسنتها ويزيل أثرها كما يزيل المطر الرمل من الحجر.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ " (سورة البقرة الآية 264).
وفقنا الله جميعا للخير وهدانا لصالح الأعمال. .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الأكل وآدابه:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:03 pm


القرآن كتاب هداية وإرشاد وتعليم وقد أرشد الله عباده المؤمنين في كتابه الكريم إلى ما ينبغي الالتزام به من آداب في الأكل.
فأول ما ينبغي التمسك به والحرص عليه أن يكون الطعام حلالاً طيباً، والالتزام بذلك من دلائل التقوى والإيمان بالله والتماس مغفرته ورحمته والحرص على حسن عبادته والابتعاد عن اقتفاء الشيطان واتباع خطواته لأنه عدو للإنسان المؤمن لا يريد إلا تضليله و إلحاق الشر به

قال تعالى:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " (سورة البقرة الآية 168).
ويقول سبحانه:
" وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ " (سورة المائدة الآية 88).
ويقول سبحانه:
"فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (سورة الأنفال الآية 69).
ويقول سبحانه:
" فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " (سورة النحل الآية 114).
وطيب الطعام مطلوب ومستحب دون ترف أو سرف لأن الإسراف نوع من أنواع الفساد الممقوت واتباع لخطوات الشيطان الذي يدعو الإنسان إلى الإسراف والتبذير.
قال تعالى:
" وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " (سورة البقرة الآية 57).
ويقول سبحانه وتعالى:
" وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ " (سورة البقرة الآية 60).
ويقول سبحانه وتعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " (سورة البقرة الآية 172).
ويقول سبحانه وتعالى:
" وَمِنْ الأنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " (سورة الأنعام الآية 142).
وفي النهي عن الإسراف والبطر في المأكل والمشرب أو التمتع بمتع الحياة.
يقول تعالى:
" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " (سورة الأعراف الآية 31).
ويقول سبحانه وتعالى:
" كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى " (سورة طه الآية 81).
ومن آداب أكل الطعام أن يذكر اسم الله عليه عند إعداده، بأن يذكر اسم الله عند ذبح الذبيحة فإذا لم يذكر اسم الله على الطعام عند بدء إعداده وجب أن يذكر اسم الله عليه عند تناوله.
قال تعالى:
" فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ. وَمَا لَكُمْ أَلا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ" (سورة الأنعام الآيتان 118،119).
ثم يقول سبحانه وتعالى:
" وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ " (سورة الأنعام الآية 121).
" يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنْ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمْ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " (سورة المائدة الآية 4).
ومن حق المنعم عل العباد أن تقابل نعمه بالشكر، والطعام الطيب نعمة من الله وشكره عليها واجب.
يقول الله سبحانه وتعالى:
"لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ " (سورة سبأ الآية 15).
ويقول سبحانه:
" وَآيَةٌ لَهُمْ الأرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ. وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ. لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ " (سورة يس الآيات 33-35).
ومن آداب الأكل في القرآن التصدق وإطعام الفقير منه شكراً لله على نعمته واعترافاً بفضله.
يقول تعالى:
"وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " (سورة الأنعام الآية 141).
ويقول سبحانه:
" وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ "(سورة الحج الآيتان 27،28).
ويقول تعالى:
" وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (سورة الحج الآية 36).
ومن آداب الأكل في القرآن الكريم ألا يأكل أحد من مال غيره إلا عن طيب نفس صاحب المال، وأن يكون ذلك في حدود المعقول والمعروف دون تبذير ولا إسراف ولا اعتداء، فمن تجاوز ذلك فإن الله حسيب عليه ويكون كمن يأكل في جوفه ناراً وسيكون مصيره إلى النار لأنه فعل ذنبا كبيراً واقترف إثماً عظيماً.
قال تعالى:
" وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً " (سورة النساء الآية 2).
ويقول سبحانه وتعالى:
" وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً " (سورة النساء الآية 6).
ويقول سبحانه:
"إن الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً " (سورة النساء الآية 10).
ويقول سبحانه:
" وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً " (سورة النساء الآية 4).
وبمفهوم المخالفة فإنه إذا لم تطب نفس المرأة عن شئ من مالها فلا يحل أخذه أو الاستيلاء عليه سواء من قبل الزوج أو الأب أو غيرهما من الأقارب أو الوكلاء أو الأوصياء وغيرهم.
وفي النهي عن أكل مال الغير بغير الحق في شتى صوره تتواتر الآيات، فهو إثم وهو إضرار بالنفس إذ أن تغذية الجسم بالمال الحرام إضرارا به في الدنيا والآخرة.
قال تعالى:
" وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالآثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " (سورة البقرة الآية 188).
ويقول تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً " (سورة النساء الآية 29).
وقد عاب سبحانه وتعالى على الأمم السالفة انغماسهم في أكل أموال الغير بالباطل وأوعد من يفعل ذلك منهم بالعذاب الأليم لسوء صنيعهم، فقال سبحانه:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " (سورة التوبة الآية 34).
وقال تعالى:
" فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً. وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً " (سورة النساء الآيتان 160،161).
وقال سبحانه:
" وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الآثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الآثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " (سورة المائدة الآيتان 62،63).
وقال سبحانه وتعالى واصفاً لهم منكراً عليهم:
" سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " (سورة المائدة الآية 42).
ومن أعظم مظاهر أكل المال بالباطل الربا، وقد نهى الله عن أكله في القرآن الكريم في مواضع متعددة، واعتبره مضاداً للتقوى وإعراضاً عن طريق الفلاح، وشبه من يأكل الربا بمن أصاب مس من الجنون فهو يشبه المجنون لما يظهر عليه من مظاهر القلق والجشع والطمع.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (سورة آل عمران الآية 130).
وقال سبحانه وتعالى واصفاً آكلي الربا:
" الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (سورة البقرة الآية 275).
أغنانا الله وإياكم بحلاله عن حرامه ورزقنا وإياكم من الطيبات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: البخل:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:04 pm


البخل نقيصة اجتماعية عابها القرآن، وأنكر على من يتصف بها وتوعده بالعسر وبأنه سيطوق يوم القيامة بما بخل به من عرض الدنيا تعزيزاً له على بخله بما أتاه الله من فضل في الدنيا.
قال تعالى:
" وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى. وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى " (سورة الليل الآيات 8-11).
وقال تعالى:
" وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " (سورة آل عمران الآية 180).
وقال سبحانه منكراً على من يبخل بماله في سبيل الله:
" هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ " (سورة محمد الآية 38).
وقال تعالى في وصف بعض المنافقين الذين تعهدوا بأن ينفقوا مما يعطيهم الله فلما أعطاهم ضنوا وشحوا واخلفوا وعودهم:
" وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ. فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ. فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ " (سورة التوبة الآيات 75-77).
وألأُم من البخيل من لا يقصر بخله على نفسه، وإنما يحض غيره على البخل ويسخر ممن يوفقه الله إلى بذل جزء من ماله في صنع الجميل أو التوسعة على نفسه وعياله أو في أعمال البر والخير، وقد عاب القرآن أقواماً لأنهم كانوا يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، وسخر الله منهم وتوعدهم بالعذاب المهين الأليم لبخلهم وحثهم على البخل وسخريتهم من المؤمنين المتصدقين.
قال تعالى:
" الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً " (سورة النساء الآية 37).
وقال تعالى:
" الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ " (سورة الحديد الآية 24).
وقال تعالى:
" الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " ( سورة التوبة الآية 79).
حفظنا الله جميعاً من هذه النقيصة بجوده وكرمه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: التبذير:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:05 pm

تكلمنا عن البخل ومساوئه وإنكار القرآن عليه وعلى من اتصف به، ونتحدث الآن عن خصلة أخرى تقع على الطرف البعيد من البخل، وهي خصلة التبذير، فمكارم الأخلاق تكون في الغالب وسطاً بين أمرين سيئين فالكرم وسط بين البخل والتبذير، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، وخير الأمور الوسط.
فالتبذير من الأمور التي عابها القرآن ونهى عنها نهيا صريحاً مؤكداً وجعل من يصف بها من إخوان الشياطين.
قال سبحانه وتعالى:
" وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً. إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً " (سورة الإسراء الآيتان 26،27).
ثم بين سبحانه بعد ذلك الطريق المثلى في الإنفاق وهي الاعتدال والتوسط بين البخل والتبذير فقال:
" وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً. إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً " (سورة الإسراء الآيتان 29-30).
نعوذ بك أن نكون للشيطان أخواناً، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: التبرج:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:06 pm

ليس التبرج من صفات النساء المؤمنات ولا يجمل بهن، فقد نهى الله سبحانه وتعالى نساء النبي عن ذلك وهن من هن من الطهر والتقى والنقاء والورع.
فقال سبحانه:
" يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " (سورة الأحزاب الآيتان 32،33).
وإذا كان هذا شأن نساء النبي وهن أرفع شأناً من أن يطمع فيهن طامع أو يتطاول إليهن متطاول، فغيرهن من النساء أولى بالاحتشام والتستر.
وقد أجاز الله سبحانه وتعالى للسيدات الكبيرات في السن اليائسات من النكاح تخفيفاً عليهن وتيسيراً لهن بالقيام بأمورهن أن يتخففن من بعض الالتزامات التي يجب أن تتقيد بها الشابات من النساء.
قال تعالى:
" وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (سورة النور الآية 60).
أما غيرهن من النساء فعليهن الالتزام بالحشمة والوقار.
"وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الآرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (سورة النور الآية 31).
وفقك الله أيتها الأخت المسلمة لا تباع ما أمر به الله. . فهو والله عين التكريم.

البر:
البر في القرآن يفيد معنى الإيمان وما يتطلبه من أعمال كحسن الاعتقاد وصحة العمل، وهو صفة من صفات الله واسم من أسمائه الحسنى فهو سبحانه وتعالى البَر.
قال تعالى:
" إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ " (سورة الطور الآية 28).
والبر من صفات الأنبياء والمؤمنين والملائكة الكرام، وقد عرَّف القرآن البِر بأنه الإيمان والتقوى والإيثار والوفاء بالعهد والصبر في البأساء والضراء في الجهاد والتماس الأمور من وجوهها الصحيحة المشروعة.
قال سبحانه وتعالى:
" لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ " (سورة البقرة الآية 177).
ويقول سبحانه:
" يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (سورة البقرة الآية 189).
وقال تعالى:
" لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ " (سورة آل عمران الآية 92).
وقد كرم الله عباده المؤمنين فوصفهم بأنهم من الأبرار ووعدهم بالخير والإكرام وبالنعيم وعلو المنزلة يوم القيامة.
قال تعالى:
" رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ " (سورة آل عمران الآية 193).
وقال سبحانه:
" لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأبْرَارِ " (سورة آل عمران الآية 198).
وقال سبحانه:
" إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً " (سورة الإنسان الآية 5).
وقال:
" إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ " (سورة الانفطار الآية 13، والمطففين الآية 22).
وقال:
" كَلا إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ " (سورة المطففين الآية 18).
وقد حث الله عباده المؤمنين أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأوصاهم بأن يتمسكوا بذلك اتقاءً لعقاب الله الذي يحشر إليه الناس جميعاً يوم القيامة، ونهاهم عن الإثم والعدوان حتى على من يكرهون من الناس، فالبر إلى الأعداء أولى لاستلال العداوة من قلوبهم، والدعاء لهم بالهدايةِ أفضل.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الآثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (سورة المائدة الآية 2).
وقال سبحانه:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالآثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ " (سورة المجادلة الآية 9).
ومن أبرز أعمال البر بر الوالدين، فقد مدح الله نبيه يحيى عليه السلام بأنه بر بوالديه.
فقال سبحانه:
" يا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً. وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً. وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً. وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً " (سورة مريم الآيات 12-15).
ووصف عيسى عليه السلام بأنه بر بوالدته.
قال تعالى:
" قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً. وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً. وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً. وَالسَّلامُ عَلَيَّيَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً "(سورة مريم الآيات 30-33).
ومن البر تجنب الأيْمان (أي الحلف) بدون موجب شرعي.
قال تعالى:
" وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
(سورة البقرة الآية 224).
والبر من الأمور العظيمة التي لا تتحقق بمجرد الرغبة في نيلها، بل أنه يفرض على من يتصف به من أن يتحمل التضحيات.
قال تعالى:
" لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ " (سورة آل عمران الآية 92).
فليس البر كلمة تقال وإنما هي قول وعمل، والبر يتطلب أن يكون الإنسان قدوة لمجتمعه في فعل الخير واجتناب الشر واتباع مكارم الأخلاق والابتعاد عن مساوئها.
قال تعالى:
" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ " (سورة البقرة الآية 44).
ولا ينبغي أن يقتصر الإنسان في عمل البر وأدائه والقيام به على ذوي قرباه والمقربين إليه، بل يمكن دون إغراق في المودة أن يبَر من غير المسلمين من لم يجاهر بعداء الدين ولم يؤذ المسلمين.
قال تعالى:
" لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " (سورة الممتحنة الآية Cool.
جعلنا الله جميعا من الكرام البررة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: التبشير:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:07 pm

التبشير بالخير من مكارم الأخلاق التي تغرس بذور المحبة في النفوس وتنمي أواصر المودة بين القلوب، وقد ورد التبشير في القرآن في نيف وثلاثين موضعا بألفاظ مختلفة وبمعان سنوضح بعضا منها في حديثنا هذا إن شاء الله.
وقد برَّ الله عباده المؤمنين بتبشيرهم بكثير من الخير، منه ما كان خاصاً لأفراد منهم ومنه ما كان مبشراً بأمور معينة، ومنه ما كان عاماً للمؤمنين وبالخير مطلقاً دون تحديد.
قال سبحانه وتعالى مبشراً نبيه إبراهيم بمولود ذكر بعد أن يئس من أن يكون له ولد لِكبرِ سنه وسن زوجه:
" وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ. إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ. قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ. قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ. قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ. قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ " (سورة الحجر الآيات 51-56).
وقال تعالى:
" فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ " (سورة الصافات الآية 101) ، هو إسماعيل عليه السلام.
ثم قال:
" هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ. إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ. فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ. فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ. فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ " (سورة الذاريات الآيات 24-28).
وقد شملت البشرى زوج إبراهيم التي لم تتمالك نفسها من الإعراب عن دهشتها لأن يكون لها ولد مع كبر سنها وسن زوجها فتعجبت من ذلك ولكن الله قادر على كل شئ وأمره نافذ وما شاء كان.
قال تعالى:
" وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ. قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ. قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (سورة هود الآيات 71-73).
وبشر الله سبحانه وتعالى نبيه زكريا عليه السلام بغلام اسمه يحيى بعد أن اشتعل رأسه شيباً في طاعةِ الله وعبادته فقال:
"يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً" (سورة مريم الآية7).
وقال تعالى:
" هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ. فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ " (سورة آل عمران الآيتان 38-39).
وبشر الله سبحانه وتعالى مريم بابنها عيسى عليهما السلام، وبأنه سيكون وجيهاً في الدنيا ومقرباً إلى الله ومن الصالحين، وأن تكون له معجزات بأمر الله، إذ قال:
"إذ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ. وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ " (سورة آل عمران الآيتان 45،46).
ومن البشريات العامة بأمور معينة التبشير بالقرآن، فالقرآن بشرى للمتقين والمؤمنين الذين يعملون الصالحات وللمسلمين الذين يقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة والذين يعلمون حقائق الحياة ويؤمنون باليوم الآخر في قوله تعالى:
" فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً " (سورة مريم الآية 97).
وقوله تعالى:
" إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً " (سورة الإسراء الآية 9).
وقوله تعالى في مستهل سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم:
" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا. قَيِّماً لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً. مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً " (سورة الكهف الآيات 1-3).
وقوله تعالى:
"قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ " (سورة البقرة الآية 97).
ومنها قوله تعالى:
" وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " (سورة النحل الآية 89).
وقوله أيضاً:
" قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " (سورة النحل الآية 102).
ومنها قوله تعالى في مستهل سورة النمل بسم الله الرحمن الرحيم:
"طس. تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ. هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ. الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ " (سورة النمل الآيات 1-3).
ومنها أيضاً قوله تعالى:
" وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ " (سورة الأحقاف الآية 12).
ومنها التبشير بالقرآن في قوله تعالى في مستهل سورة فصلت، بسم الله الرحمن الرحيم:
" حم. تَنزِيلٌ مِنْ الرحمن الرَّحِيمِ. كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ " (سورة فصلت الآيات 1-4).
ومنها التبشير بالجنة ونعيمها في قوله تعالى:
" الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ. يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ. خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ " (سورة التوبة الآيات 20-22).
وقوله تعالى:
" وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (سورة البقرة الآية 25).
وقوله تعالى:
" يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " ( سورة الحديد الآية 12).
وقوله تعالى:
" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " (سورة فصلت الآية 30).
ومنها التبشير بالأجر والمغفرة والفضل الكبير للمؤمنين بمنزلتهم عند الله في قوله تعالى في مستهل سورة يونس عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم:
"آلر، تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ. أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرْ النَّاسَ وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ " (سورة يونس الآيتان1،2).
ومنه قوله تعالى:
" إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرحمن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ " (سورة يس الآية 11).
وقوله تعالى:
" وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً " (سورة الأحزاب الآية 47).
وبشر الله سبحانه وتعالى المجاهدين من عبادة المؤمنين بالنصر والفتح، فقال عز وجل:
" وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ " (سورة الصف الآية 13).
وقوله تعالى:
" وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ " (سورة آل عمران الآية 126).
وقال أيضاً:
" وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (سورة الأنفال الآية 10).
وقد بشر عيسى عليه السلام بنينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في القرآن الكريم:
" وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ " (سورة الصف الآية 6).
ومن البشريات العامة التي يبشر الله بها عباده المؤمنين قوله تعالى:
" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ "(سورة البقرة الآية 155).
ففي هذه الآية الكريمة لم يحدد القرآن نوع البشرى وإنما ترك باب الأمل مفتوحاً في فضل الله العظيم وخيره الواسع، ومنه أيضاً قوله تعالى:
" نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ " (سورة البقرة الآية 223).
بشر المؤمنين - بشرهم بماذا ؟
الجواب في علم الله وفضل الله واسع وخيره وافر وبره عظيم.
ومنها أيضاً قوله تعالى:
" التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ " (سورة التوبة الآية 112).
بشر المؤمنين أيضاً بالخير إن شاء الله في الدنيا والآخرة.
ومنها أيضاً قوله تعالى:
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ " ( سورة يونس الآية 87).
ومنها أيضا قوله تعالى:
" وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ. الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِ الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ " (سورة الحج الآيتان 34،35).
وقوله أيضاً عز وجل:
" لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرْ الْمُحْسِنِينَ " (سورة الحج الآية 37).
ومنه أيضا قوله تعالى:
" أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " ( سورة يونس الآيات 62-64).
ومنه أيضاً قوله تعالى:
" وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِي. الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الألْبَابِ " (سورة الزمر الآيتان 17،18).
ومما جعله الله سبحانه وتعالى بشارة دائمة متكررة لعباده إرسال الرياح الندية الرطبة الباردة لتكون بشرى برحمة الله سبحانه وتعالى التي يعم بها الأرض من مطر غزير ينزل على الأرض فتحيا به وتهتز وتربو وتخرج من كل زوج بهيج من ثمارها وأزهارها وعشبها مما يستمتع به الناس منظراً جميلا ومشرباً عذباً وطعاماً مفيداً لهم ولأنعامهم.
قال تعالى:
" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (سورة الروم الآية 46).
وقال تعالى:
" وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " (سورة الأعراف الآية57).
وقوله تعالى:
" وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً. لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً " (سورة الفرقان الآيتان 48،49).
وقوله تعالى:
" أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " (سورة النمل الآية63).
وقد جعل الله سبحانه وتعالى أنبياءه مبشرين بالهداية والجنة للمستجيبين لدعوة الحق، ومنذرين بالنار للمعرضين عن الدعوة والضارين عنها صفحاً.
قال تعالى:
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنْ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (سورة المائدة الآية 19).
وقال:
" قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " (سورة الأعراف الآية 188).
وقال:
" أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ "(سورة هود الآية 2).
وقال مخاطباً نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم:
" إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ "(سورة البقرة آية 119).
وقال أيضاً:
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " (سورة سبأ الآية 28).
وقال:
"وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّراً وَنَذِيراً" (سورة الإسراء الآية 105).
وأكد ذلك إذ يقول عز وجل:
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّراً وَنَذِيراً " (سورة الفرقان الآية 56).
ويؤكد سبحانه وتعالى هذه الصفة للنبي صلى الله عليه وسلم ويضيف إليها أنه شاهد على أمته داع لهم وسراج منير يهديهم إلى طريق الحق والرشاد:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً " سورة الأحزاب الآيتان 45،46).
وقال أيضاً:
" إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً " (سورة الفتح الآية Cool.
وتدل آيات القرآن الكريم على أن من صفات جميع الرسل أنهم مبشرون لأممهم ومنذرون لهم يدعونهم إلى الإيمان ويحذرونهم مغبة الإعراض عن دعوة الحق.
قال تعالى:
" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " (سورة البقرة الآية 213).
وقال:
" رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لألا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً " (سورة النساء الآية 165).
وقال:
" وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ "(سورة الأنعام الآية 48).
وأكد ذلك بصيغة الحصر أيضاً فقال:
" وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً " (سورة الكهف الآية 56).
والبشرى تكون عادة بالخير، وهذا هو المفروض فيها، ولكن التبشير قد ورد في القرآن الكريم بمعنى الإنذار والوعيد، وذلك للكافرين، ولعل في ذلك تهكماً بالكافرين وتحقيراً لشأنهم وإشعاراً لهم بخيبة أملهم، إذ يبشر الله عباده المؤمنين بالخير والجنة والرضوان، ويبشر الكافرين والمنافقين والمعرضين عن القرآن والبخلاء بالعذاب الأليم، فكأنما هي بشارة معكوسة، وهذا وجه من أوجه بلاغة القرآن الحكيم وروعة أسلوبه.
قال تعالى:
" بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً " (سورة النساء الآية 138).
وقال تعالى:
" وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " (سورة التوبة الآية 3).
وقال سبحانه مبيناً حال من يستمع إلى آيات الله ثم يعرض عنها مستكبراً كأنه لم يسمعها:
" وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " (سورة لقمان الآية 7).
وقال تعالى:
" وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ. يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " (سورة الجاثية الآيتان 7،Cool.
وقال سبحانه وتعالى:
" إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " (سورة آل عمران الآية 21).
وقال تعالى مصوراً حال بعض الأحبار والرهبان الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، والذين يعملون بعكس ما هو مفروض فيهم من الدعوة إلى الله، فيصدون عن سبيله، ويحتجزون ما يجب أن يصرف من أموال في وجوه البر:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " (سورة التوبة الآية 34).
وقال تعالى:
" بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ. فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " (سورة الانشقاق الآيات 22-24).
والبشرى السارة لها أثر في نفس المبشَّر بها، حيث تدخل عليه البهجة والسرور، بل إنها قد تكون سبباً في شفائه من بعض الأمراض التي تكون ناشئة عن الحزن والكمد، فنبي الله يعقوب عليه السلام، الذي بكى على ابنه يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن، ارتد إليه بصره عندما بُشِّر بابنه يوسف وبوجوده على قيد الحياة وبمعرفة مكانه وشم ريح ثوبه، فيقول الله سبحانه وتعالى:
" فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ " (سورة يوسف الآية 96).
والمؤمنون يستبشرون بفضل الله، وما وعدهم به من الخير والمغفرة والجنة ولقاء إخوانهم من الشهداء في الجنة، وبالقرآن الذين يُطَمْئِن قلوبهم ويزيدهم إيمانا على إيمانهم.
قال سبحانه وتعالى:
" وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ " (سورة آل عمران الآيات 169-171).
وقال:
" وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" (سورة التوبة الآية 124).
وقال تعالى:
" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجيل وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " (سورة التوبة الآية 111).
يقول تعالى:
" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ. ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ " (سورة عبس الآيتان 38-39).
جعلنا الله من أصحابها يوم القيامة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: البغي:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:08 pm


البغي- بمعنى الاعتداء - من الأمور الذميمة التي نهى القرآن الكريم وذم من يسلك سبيله تجاوزاً للحق والتماساً للباطل وانحرافاً عن جادة العدل والصواب إلى طريق الجور والضلال، والبغي محرم عنه بنص القرآن، وقد قرنه الله بالشرك.
قال تعالى:
" قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالآثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ " (سورة الأعراف الآية 33).
وقال:
" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " (سورة النحل الآية 90).
وقد أنذر الله الباغين بالجزاء وأن بغيهم سيعود وبالاً إذ على الباغي تدور الدوائر.
قال تعالى:
" فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " (سورة يونس الآية 23).
وجزى الباغين ببغيهم تعسيراً عليهم.
قال تعالى:
" وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنْ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوْ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ " (سورة الأنعام الآية 146).
والبغي من أفعال الأشرار المغرورين بما آتاهم الله من مال أو جاه أو سلطان، ومن صفات الكافرين بالله وبما أنزل على أنبيائه حسداً لهم ونقمة عليهم.
قال تعالى:
" إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ " (سورة القصص الآية 76).
وقال تعالى:
"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ" (سورة يونس الآية 90)
وقال:
" بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ " (سورة البقرة الآية 90).
وقال:
" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " (سورة البقرة الآية 213).
وقال:
" إن الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " (سورة آل عمران الآية 19).
وقال:
" وَمَا تَفَرَّقُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ " (سورة الشورى الآية 14).
وقال:
" وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنْ الأمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " (سورة الجاثية الآية 17).
ومن البغي اتباع الفساد بإنفاق الأموال في غير وجهها وتبذيرها في المعاصي وعدم الإنفاق منها في وجوه البر والخير والاقتصاد على المباح من نعم الدنيا.
قال تعالى:
" وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " (سورة القصص الآية 77).
ومنه الافتئات على الزوج أو الأخ أو الشريك بمحاولة الجور عليه في القسمة أو أخذ حقه أو تكليفه بما ليس واجباً عليه.
قال تعالى:
"وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً " (سورة النساء الآية 34).
وقال تعالى حكاية عن المَلَكين اللذين قدما إلى داود عليه السلام:
" وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ. إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ. إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ. قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ. فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ " (سورة ص الآيات 21-25).
ومن البغي الانحراف عن جادة الصواب والازورار عن الهدى.
قال تعالى:
" الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ "(سورة الأعراف الآية 45).
وأكد ذلك:
" الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ " (سورة هود الآية 19).
وقد أوصى القرآن بمقاومة البغي والعدوان ولو أدى الأمر إلى مقاتله الباغي.
قال تعالى:
" وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " (سورة الحجرات الآية 9).
وقال:
" إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (سورة الشورى الآية 42).
وقد وعد الله من يدافع عن نفسه ضد البغي بالنصر.
قال تعالى:
" ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ " (سورة الحج الآية 60).
وقد أذن الله للمؤمنين في مقاومة البغي والانتصار ممن يبغي عليهم وعودته من صفاتهم الحميدة.
قال تعالى:
" وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ" (سورة الشورى الآيتان 38-39).
نعوذ بالله من شر البغي. . إنه سميع مجيب. .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الثبات:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:09 pm

الثبات من الصفات الطيبة التي يتصف بها المؤمن، ويشمل ذلك الثبات على قول الحق، واعتقاده.
يقول الله سبحانه وتعالى:
" يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" (سورة إبراهيم الآية 27).
وقوله سبحانه وتعالى:
" هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ " (سورة النحل الآية 10).
ومن الثبات المحمود الصبر عند لقاء الأعداء.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (سورة الأنفال الآية 45).
ويدعو المؤمنون الأبرار ربهم أن يثبِّت أقدامهم عند الروع.
يقول الله تعالى:
" وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " (سورة البقرة الآية 250).
ويقول سبحانه:
" وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " (سورة آل عمران الآية 147).
وقد وعد الله المؤمنين بأن يثَبِّت أقدامهم إذا صدقوا في الجهاد ونصرة الدين.
قال سبحانه:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " (سورة محمد الآية 7).
ومما ثبَّت الله به رسوله والمؤمنين القرآن الكريم.
قال تعالى:
" وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ "(سورة هود الآية 120).
ويقول سبحانه:
" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً " (سورة الفرقان الآية 32).
وقد ثبَّت الله المؤمنين يوم بدر بأمور عديدة، منها المطر وتأييدهم بالملائكة وزجر الشيطان عنهم وإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم.
قال تعالى:
" إذ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأقْدَامَ. إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ " (سور الأنفال الآيتان 11،12).
ومن فضل الثبات أن الله سبحانه وتعالى قد اختاره وصفا للكلمة الطيبة، إذ يقول جل وعلا:
" أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ " (سورة إبراهيم الآية 24).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الجبروت:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:10 pm

لقد وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه هو الجبار.
قال تعالى:
" هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ "( سورة الحشر الآية 22).
ولذلك، فلا ينبغي لأي مخلوق أن يتصف بهذه الصفة، وإذا فعل فإن ذلك يسلكه في مسالك الطغاة العصاة الأشقياء.
قال تعالى:
" قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ " (سورة المائدة الآية 22).
وقال تعالى:
" وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ " (سورة إبراهيم الآية 15).
وقال في الآية:
" وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ " (سورة الشعراء الآية 130).
قال:
" الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ " (سورة غافر الآية 35).
وقد نفى الله سبحانه وتعالى صفة الجبروت عن أنبيائه.
قال تعالى:
" وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً " (سورة مريم الآية 14).
وقال سبحانه على لسان عيسى عليه السلام:
" وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً " (سورة مريم الآية 32).
وقال مخاطباً نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام:
" نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ " (سورة ق الآية 45). نعوذ بالله أن نعبث في الأرض جبارين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الجدال:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:11 pm

الجدال من الخصال التي تسبب البغضاء والحقد في النفوس وثير الخلافات بين الناس، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن الجدال في الحج حتى لا ينجم عن الجدال شقاق ويتطور إلى نزاع حاد يفسد ما للحج من قدسية وما يلزم له من سكينة ووقار وقرنه بالرفث والفسوق وجعله مشمولا معهما بالنهي.
قال تعالى:
" الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الألْبَابِ " (سورة البقرة الآية 197).
ونهى الله سبحانه وتعالى عن جدال أهل الكتاب في الدين إلا بالتي هي أحسن.
قال تعالى:
" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " (سورة النحل الآية 125).
وقال تعالى:
" ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " (سورة العنكبوت الآية 46).
ويقول تعالى:
" وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ " (سورة الحج الآية 68).
وقد ورد ذكر الجدال في القرآن في مواضع متعددة على أنه أمر غير مرغوب فيه.
قال تعالى:
" وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً " (سورة النساء الآية 107).
وقال تعالى:
" هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً " (سورة النساء الآية 109).
وقال تعالى:
" فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ " (سورة هود الآية 74).
ويقول سبحانه وتعالى:
" وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ " (سورة الرعد الآية 13).
وقد ورد الجدل أيضاً في القرآن الكريم على أنه من أفعال الكفار الموالين للشياطين.
قال تعالى:
"وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ" (سورة الأنعام الآية 25).
وقال تعالى:
" وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ " (سورة الأنعام الآية 121).
وقال تعالى:
" ما يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ " (سورة غافر الآية 4).
وقال تعالى:
"وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ " (سورة الحج الآية 3).
"وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ" (سورة الحج الآية Cool
وقال تعالى:
"أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ" (سورة لقمان الآية 20).
ومنه الجدل بدون دليل واضح وبرهان قاطع.
قال تعالى:
" الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ " (سورة غافر الآية 35).
وقال تعالى:
" إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " (سورة غافر الآية 56).
ومنه الجدل في القرآن لإنكار نزوله من عند الله أو عدم التصديق بما فيه من أخبار وأنباء أو وعد ووعيد أو تبشير وإنذار، وقد سبقت الإشارة إلى أنه لا يجادل فيه إلا الكافرون.
قال تعالى:
" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ " (سورة غافر الآية 69).
وقال تعالى:
" وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ " (سورة الشورى الآية 35).
ومن أسوأ أنواع الجدل ما كان عن عناد وإنكار للحق الواضح وإصرار على الباطل وهو من صفات الكفار المعاندين الذين يستحقون العذاب لعنادهم وكفرهم.
قال تعالى:
" وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً " (سورة الكهف الآية 56).
وقال تعالى:
" كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ " (سورة الآية غافر الآية 5).
جعلنا الله من القوم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الجوار:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:12 pm

حسن الجوار من مكارم الأخلاق التي حث عليها الإسلام في الكتاب والسنة، وقد التزمنا في هذا الحديث الاقتصار على ما ورد في القرآن الكريم عن مكارم الأخلاق، وقد أوصى القرآن الإنسان بجاره خيراً وأن يحسن إليه كما يحسن إلى والديه وذويه وأقربائه.
قال تعالى:
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" (سورة النساء الآية 36).
وحفظ الجوار من صفات المؤمنين التي أوصاهم بها الله حتى ولو كان الجار المستجير من المشركين أو المخالفين في الدين.
قال تعالى:
" وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ" (سورة التوبة الآية 6).
والله أعلم. .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: المحبة:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:13 pm

المحبة بين الناس من مكارم الأخلاق، وهي من الأسس التي تبني عليها المجتمعات الخيرة فتزدهر بالسعادة والرخاء وتنعم بالرفاهية والهناء.
وأول ما يجب على المؤمن استشعاره من مشاعر المحبة حبُّ الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى:
" وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ " (سورة البقرة الآية 165).
وحب الله تعالى يكون باتباع شريعته التي جاء بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم طلباً لمغفرة الله ورحمته.
قال الله سبحانه وتعالى:
" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (سورة آل عمران الآية 31).
والله سبحانه وتعالى يحب من عباده المحسنين الذين يتوخون الدقة والصواب في أعمالهم ولا يخاطرون بأرواحهم بدون موجب، والذين يجودون بأموالهم في سبيل الخير، ويكظمون غيظهم ويعفون عمن أساء إليهم، ويتقون الله، ويعملون الصالحات.
قال تعالى:
" وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (سورة البقرة الآية 195).
وقال تعالى:
" الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (سورة آل عمران الآية 134).
وقال تعالى:
" فَآتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (سورة آل عمران الآية 148).
وقال سبحانه:
" فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (سورة المائدة الآية 93).
ويحب الله من عباده التوابين والمتطهرين الذين يتقيدون بأوامر الله في مباشرة جميع أعمالهم، حتى ما كان منها متعلقاً بشؤونهم الخاصة.
قال تعالى:
" وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " (سورة البقرة الآية 222).
وقال تعالى:
"لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ" (سورة التوبة الآية 108).
والله تعالى يحب المتقين من عباده الذين يوفون بعودهم اتقاء الله وخوفاً من عذابه وأملاً في رحمته.
قال تعالى:
" بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ " (سورة آل عمران الآية 76).
وقال تعالى:
" إلا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ " (سورة التوبة الآية 4).
وقال تعالى:
" كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ " (سورة التوبة الآية 7).
والله تعالى يحب الصابرين من عباده الذين يصبرون في القتال والجهاد في سبيل الله ولا يضعفون أو يَهِنون ، وإنما يصمدون ويصبرون ويقاومون العدو ويحاربونه وجهاً لوجه.
قال تعالى:
" وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ " (سورة آل عمران الآية 146).
والله سبحانه وتعالى يحب من عباده المتوكلين عليه، الذين يتدبرون أمرهم، ويستشيرون إخوانهم وذوى الرأي من قومهم، فإذا اتضح لهم طريق الحق والصواب عزموا على الأمر دون تردد أو تراخ معتمدين على الله آملين في توفيقه وعونه.
قال تعالى:
" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " (سورة آل عمران الآية 159).
-ويحب الله سبحانه من عباده المقسطين، أي الذين يتوخون العدل والإنصاف.
قال تعالى:
" سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " (سورة المائدة الآية42).
وقال تعالى:
" وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " (سورة الحجرات الآية 9 ).
وقال تعالى:
" لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " (سورة الممتحنة الآية Cool.
ويحب الله تعالى عباده المقاتلين في سبيله والواقفين بانتظام في صفوف الجهاد متقيدين بأوامر قائدهم ورؤسائهم منفذين لخطط القتال المعتمدة.
قال تعالى:
"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ" (سورة الصف الآية 4).
وكما أحب الله من عباده من اتصف بصفات الخير، فإنه سبحانه لا يحب مَن يتصف بصفات الشر فهو سبحانه لا يحب المعتدين.
قال تعالى:
"وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (سورة البقرة الآية 190).
وقال سبحانه:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " (سورة المائدة الآية 87).
وقال تعالى:
" ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " (سورة الأعراف الآية 55).
ولا يحب الله سبحانه وتعالى الفساد ولا المفسدين الذين يتظاهرون بالتقوى والصلاح، ويسترون ما في نفوسهم من عداوة وبغضاء بالكلام المعسول، وإذا جاءت لهم فرصة طغَوا وبغَوا وحكموا كل ما يقف في طريقهم لينالوا شهواتِ أنفسهم ورغباتِ غرائزهم.
قال تعالى:
"وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ. وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ" (سورة البقرة الآيتان 204، 205).
وقال تعالى:
" وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ "(سورة المائدة الآية 64).
وقال تعالى:
" وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " (سورة القصص الآية 77).
والله سبحانه وتعالى لا يحب الكَفَرة الآثمين الذين يعصون الله ورسوله ويأكلون الربا ويكفرون بالله ويعرضون عن رسوله.
قال تعالى:
" يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ " (سورة البقرة الآية 276).
وقال سبحانه:
" قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ " (سورة آل عمران الآية 32).
وقال تعالى:
" إن اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ " (سورة الحج الآية 38).
وقال تعالى " لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ " (سورة الروم الآية 45).
والله سبحانه لا يحب الظالمين الذين لا يؤمنون باللهِ ولا يعلمون الصالحات وإنما يسيئون إلى غيرهم ويطغون عليهم.
قال تعالى:
" وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " (سورة آل عمران الآية 57).
وقال تعالى:
" إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "( سورة آل عمران الآية 140).
وقال تعالى:
" وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " (سورة الشورى الآية140).
-ولا يحب الله سبحانه وتعالى المختالين المتفاخرين المتباعدين عن فعل الخير.
قال تعالى:
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" (سورة النساء الآية 36).
وقال تعالى:
" وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ "
(سورة لقمان الآية 18).
وقال تعالى:
" لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ " (سورة الحديد الآية 23).
والله سبحانه وتعالى لا يحب الخونة الآثمين، الذين يخونون أنفسهم بارتكاب المعاصي والآثام، فيوقعون أنفسهم في المخاطر ويوردونها موارد الهلاك والبوار في الدنيا والآخرة.
قال تعالى:
" وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً " (سورة النساء الآية 107).
وقال تعالى:
" وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ " (سورة الأنفال الآية 58).
وقال تعالى:
"إن اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ "(سورة الحج الآية 38).
والله سبحانه وتعالى لا يحب المسرفين، الذين يبذِّرون أموالهم في غير وجوه الخير والبر.
قال تعالى:
"وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " (سورة الأنعام الآية 141 ).
وقال تعالى:
" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " (سورة الأعراف الآية 31 ).
والله سبحانه وتعالى لا يحب المستكبرين المتعالين على الناس.
قال تعالى:
" لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ " (سورة النحل الآية 23 ).
كما أنه سبحانه وتعالى لا يحب الفرحين، الذين يعجبون بأنفسهم وأموالهم وتلهيهم فرحتهم بها عن عمل الخير والاستجابة لدواعي الإيمان.
قال تعالى:
" إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ " (سورة القصص الآية 76).
ومن صفات المؤمنين الأبرار أنهم يحبون ما يُفضل به عليهم ربهم من خير، فهم يحبون أن يغفر الله لهم ذنوبهم.
قال تعالى:
"وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "(سورة النور الآية 22).
بلى إننا والله لنحب ذلك وهم أيضا يحبون نصر الله لهم.
" وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ " (سورة الصف الآية 13).
ومن صفات المؤمنين أيضا أنهم يحبون إخوانهم من المؤمنين، ويقدمون إليهم كل ما يحتاجون إليه من عون، بل إنهم يفضلونهم على أنفسهم ويؤثرونهم مما هم في حاجة إليه.
قال تعالى:
" وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ " (سورة الحشر الآية 9).
وقد حبب الله الإيمان إلى المؤمنين وزينه في قلوبهم، وبغَّض إليهم الكفر والعصيان، ودلهم على سبيل الرشد فاهتدوا إلى طريق الحق والصواب.
قال تعالى:
" وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ " (سورة الحجرات الآية 7).
وقد يحب الإنسان شيئاً وهو شر له، ويكره شيئاً وهو خير له، لأنه لا يعلم ما يخبئه له الغيب ولا ما هو مكتوب له في لوح القدر، فرب ضارة نافعة، ورب نفع عاجل ووراءه شر مستطير، فعلم الغيب عند الله،
قال تعالى:
" كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ " (سورة البقرة الآية 216).
ومما أولع به الناس حب شهوات النفس من النساء والبنين والأموال.
قال تعالى:
" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ " (سورة آل عمران الآية 14).
وقال تعالى على لسان نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام:
" فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ " (سورة ص الآية 32).
وقال سبحانه وتعالى:
" كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ. وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ " (سورة القيامة الآيتان 20،21).
وقال تعالى:
" إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً " (سورة الإنسان الآية 27).
وقال تعالى:
" وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً " (سورة الفجر الآية 20).
وقال عن الإنسان:
" وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ " (سورة العاديات الآية Cool.
ولكن على الإنسان أ، يتغلب على عاطفة الحب المادية، التي قد تعتلج في نفسه، وأن يوجه نفسه إلى عمل الخير والبر.
قال تعالى:
" لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ " (سورة البقرة الآية 177).
وقال تعالى:
" لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ " (سورة آل عمران الآية 92).
وقال تعالى في صفة المؤمنين الأبرار:
" وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً " (سورة الإنسان الآية Cool.
ومن الناس من ضل بهم في الحياة الدنيا، يتعلقون بغير الله تعلقاً شديداً، كتعلق المؤمنين بالله.
قال تعالى:
" وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ " (سورة البقرة الآية 165).
ومنهم من يتعلق بالدنيا ويفضلها على الآخرة، ويعمى قلبه عن الحق, فيحب الضلالة ويكره الهدى، ويصد المهتدين ويحاول منعهم عن سلوك سبل الله المؤدية إلى الحق والخير.
قال تعالى:
" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ " (سورة النحل الآية 107).
وقال سبحانه:
" وَأَمَّا ثمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (سورة فصلت الآية 17).
وقد ندد الله بمن يستحب متاع الدنيا على الله ورسوله والجهاد في سبيل الله، ويختار الدنيا على الآخرة، وتوعدهم.
قال تعالى:
" قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " (سورة التوبة الآية 24).
وقال تعالى:
" الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ " (سورة إبراهيم الآية 3).
جمع الله قلوبنا على المحبة لله وفي الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الحسد:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:14 pm


الحسد خصلة ذميمة، أمر الله نبيه أن يستعيذ به منها.
قال سبحانه وتعالى في سورة الفلق:
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ. وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ "
والحسد من أخلاق الكفار فهم يحسدون المؤمنين على ما حباهم الله به من نعمة الإيمان وما هداهم إليه من الإسلام.
قال تعالى:
" وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (سورة البقرة الآية 109).
ولا يقتصر حسد الكفار للمؤمنين على الهداية والإيمان، إنهم يحسدونهم على كل ما أنعم الله به عليهم من خير وفضل.
قال تعالى:
" أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً " (سورة النساء الآية 54).
فيا أخي المؤمن طهر قلبك من الحقد والحسد والله يوفقك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الإحسان:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:15 pm


ورد الإحسان في القرآن الكريم في مواضيع متعددة بمعاني مختلفة، سنتناول مما يتيسر منها سائلين الله التوفيق.
وأول ما نود الإشارة إليه هو ما أنعم الله به على عبادة من الإحسان إليهم بتصويرهم في أحسن صوره وإحسان خلقهم.
قال تعالى:
" الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِنْ طِينٍ " (سورة السجدة الآية 7).
وقال تعالى:
" اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأرض قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " (سورة غافر الآية 64).
وقال سبحانه:
"خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرض بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ " (سورة التغابن الآية 3).
وقال تعالى:
" لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " (سورة التين الآية 4).
ثم أحسن الله إلى الإنسان أيضاً بأن رزَقَه رِزقاً حسناً ومتعه من نعمه وفضله.
قال تعالى:
" وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ " (سورة هود الآية 3).
وقال تعالى:
" قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " (سورة هود الآية 88).
وقال سبحانه:
" وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (سورة النحل الآية 67).
وقال أيضاً:
"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" (سورة النحل الآية 75).
ووعد الله سبحانه المجاهدين من المؤمنين الذين يضحون بأرواحهم في سبيل الله أن يرزقهم رزقاً حسناً.
قال تعالى:
" وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمْ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " (سورة الحج الآية 58).
كما وعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات بأن يدخلهم الجنة، وأن ينير لهم سبل الحياة، وأن يمنحهم الرزق الحسن.
قال تعالى:
" رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً " (سورة الطلاق الآية 11).
وإذا أحسن الله إلى عباده فأحسن صورهم ورزقهم رزقاً حسناً، فقد طلب إليهم أن يحسنوا أعمالهم ووعدهم خير الجزاء إن فعلوا.
قال تعالى:
" وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " (سورة القصص الآية 77).
وقال تعالى:
" وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (سورة البقرة الآية 195).
ومن الإحسان المأمور به في القرآن إحسان القول، لأن الكلمة الطيبة تنزع الغل من النفوس وتمنع استفحال الخصومات وتبطل نزعات الشيطان.
قال تعالى:
" وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلآنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً " (سورة الإسراء الآية 53).
وقال تعالى:
" وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ " (سورة البقرة الآية 83).
وفي القرآن الكريم أمر بالإحسان إلى الوالدين وذوي القربى واليتامى والمساكين.
قال تعالى:
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" (سورة النساء الآية 36).
وأكد الإحسان إلى الوالدين.
قال تعالى:
" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " (سورة الأنعام الآية 151).
وقال سبحانه:
" وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً " (سورة الإسراء الآية 23).
وقال أيضاً:
"وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ" (سورة الأحقاف الآية 15).
ومن الإحسان حسن المعاملة في أداء الحقوق واقتضاءها، ورعاية العلاقة الزوجية حتى ولو انتهت بالطلاق، فالمؤمن مأمور بأن لا ينسى فضل العشرة الزوجية، وأن يعامل زوجته بالحسنى أو يفارقها بالحسنى.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأنثَى بِالأنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (سورة البقرة الآية 178).
وقال تعالى:
" الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلا أَنْ يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ" (سورة البقرة 229).
وقال تعالى:
" لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ " (سورة البقرة الآية 236).
ومن أحسن في عمله وأحسن في قوله وأحسن إلى من يجب عليه الإحسان إليه، واتقى الله وعمل عملاً صالحاً يرضيه ، فقد استحق محبة الله له.
قال تعالى:
" وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
(سورة البقرة الآية 195).
وقال سبحانه:
" الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (سورة آل عمران الآية 134).
وقال أيضاً:
" فَأتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (سورة آل عمران الآية 148).
وقال تعالى:
" فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (سورة المائدة الآية 13).
وقال تعالى:
" لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (سورة المائدة الآية 93).
ولما أحب الله المحسنين، فقد منَّ عليهم بأن يكون معهم، قريبا منهم برحمته، يحوطهم بعنايته، ويكلؤهم برعايته، ويشملهم برحمته، ويهديهم سبيله.
قال تعالى:
" وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ "(سورة الأعراف الآية 56).
وقال تعالى:
" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ " (سورة النحل الآية 128).
وقال سبحانه:
" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " (سورة العنكبوت الآية 69).
وقد وعد الله المحسنين بالأجر الحسن في الدنيا وفي الآخرة، ووعدهم بأن يحميهم من الإرهاق والزلة.
قال تعالى:
" الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ " (سورة آل عمران الآية 172).
وقال سبحانه:
" لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (سورة يونس الآية 26).
وقال سبحانه:
" وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ " (سورة النحل الآية 30).
وقال تعالى:
" قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " (سورة الزمر الآية 10).
وقال سبحانه:
" وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى " (سورة النجم الآية 31).
وقد شمل سبحانه وتعالى بفضله المحسنات مع المحسنين، وخص المحسنات أيضاً بذكر الأجر.
قال تعالى:
" وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً"
(سورة الأحزاب الآية 29).
وقد تأذن سبحانه وتعالى بأن لا يضيع أجر من أحسن عملا من ذكر أو أنثى.
قال سبحانه وتعالى:
" مَا كَانَ لأهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " (سورة التوبة الآية 120).
وقال تعالى:
" وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " (سورة هود الآية 115).
وقال تعالى:
" وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (سورة يوسف الآية 56).
قال أيضاً:
" قَالُوا أَئِنَّكَ لانْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " (سورة يوسف الآية 90).
وقال تعالى:
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً " (سورة الكهف الآية 30).
وإذا كان الله سبحانه وتعالى هو المُفْضِل على عباده، بتوفيقهم إلى الإحسان وتيسيره لهم، قد وعد المحسنين بالأجر والثواب، فإن من واجب البشر أن يقابل كل منهم ما لقيه من إحسان بالشكر والعرفان، وأن يرد الجميل بمثله أو أحسن منه، وألا يتسببوا في إحراج من يُحسِن إليهم، أو إحراج الغير ليحسن إليهم.
قال تعالى:
" لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (سورة التوبة الآية 91).
وقال تعالى:
" هَلْ جَزَاءُ الإحسان إِلا الإحسان " (سورة الرحمن الآية 60).
بل إن الإساءة يجب أن تقابل بالإحسان، لاستدلال مشاعر العداوة وتقليم أظافر الحقد، وإحلال المحبة والمودة بدلاً عنها.
قال تعالى:
" ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ " (سورة المؤمنون الآية 96).
وقال سبحانه:
" وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " (سورة فصلت الآية).
وقبل أن نختتم هذا الفصل نود أن نشير إلى أن الإحسان قد ورد في القرآن الكريم في أكثر من مائة وتسعين موضعاً بألفاظ مختلفة ومعان متعددة.
ولو أردنا استقصاء، كل ما ورد في القرآن الكريم عن الإحسان وفضائله لا تسع المجال كثيراً، فنقتصر على هذا المقدار وفيه الكفاية والبركة إن شاء الله.
أحسن الله عاقبتنا في الأمورِ كلها. .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الحفاظ:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:17 pm


الحفاظ من مكارم الأخلاق التي اشتمل عليها القرآن الكريم ، ودعا إليها في صور متعددة، فمن ذلك حفظ الفرج عن الزنا.
قال تعالى:
" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً " (سورة النساء الآية 34).
وقال تعالى:
" قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الآرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (سورة النور الآيتان 30،31).
وقال سبحانه:
"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً " (سورة الأحزاب الآية 35).
وقال سبحانه:
" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ " (سورة المؤمنون الآيات 1-7).
وقال أيضا:
" وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ " (سورة المعارج من الآية 29-31).
ومن الحفاظ المطلوب والمأمور به في القرآن الكريم، حفظ اليمين عن اللغو أو الحِنثُ.
يقول سبحانه وتعالى:
" لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (سورة المائدة الآية 89).
ومما أمر الله سبحانه وتعالى بالحفاظ عليه، الحدود الشرعية التي يجب عدم تجاوزها أو التعدي عليها، لأنها حدود الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى:
" التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ " (سورة التوبة الآية 112).
ومن أهم ما أمر الله بحفظة والمحافظة عليه الصلوات الخمس، والوسطى فيهن بصفة خاصة.
قال تعالى:
" حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ " (سورة البقرة الآية 238).
وقال سبحانه:
" وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ " (سورة الأنعام الآية 92).
وقال سبحانه في صفة المؤمنين:
" وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ " (سورة المؤمنون الآية 9).
وأكد ذلك أيضاً بقوله:
" وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ. أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ " (سورة المعارج الآيتان 34، 35).
جعلنا الله منهم وحشرنا في زمرتهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الحق :   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:19 pm

القسم الثالث
الحق :
الحق اسم من أسماء الله الحسنى، وصفة من صفاته، وقد سمى الله نفسه الحق، ووصف به ذاته في عشرة مواضع من القرآن الكريم .
قال تعالى:
"ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمْ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ" (سورة الأنعام الآية 62).
قال تعالى :
" هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمْ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " (سورة يونس الآية 30) .
وقال تعالى :
" فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ " (سورة يونس الآية 32).
وقال سبحانه و تعالى :
" هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً " (سورة الكهف 44) .
وقال تعالى :
" فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً " (سورة طه الآية 114) .
وقال سبحانه :
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (سورة الحج الآية 6) .
وقال سبحانه :
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " (سورة الحج الآية 62) .
وقال جل شأنه :
"فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (سورة المؤمنون الآية 116).
وقال جل وعلا :
" يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ " (سورة النور الآية 25) .
وقال سبحانه :
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " (سورة لقمان الآية 30).
والقرآن حق منزل من الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم ليهدي الناس إلى طريق الحق والرشاد، وهو مصدق لما قبله من الكتب المنزلة على رسل الله، ويجب على المؤمن التصديق بما جاء فيه، وعدم المراء أو الجدال في آياته، أما من كفر بكتاب الله وآياته وأنكر أنها الحق من عند الله فإن مصيره النار يوم القيامة .
قال تعالى :
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ" (سورة البقرة الآية 91) .
وقال سبحانه :
" إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ " (سورة البقرة الآية 119) .
وقال تعالى :
" فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون " (سورة الأنعام الآية 5) .
وقال تعالى :
" وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ" (سورة الأنعام الآية 66) .
وقال سبحانه :
" وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنْ السَّمَاءِ أَوْ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " (سورة الأنفال الآية 32) .
وقال تعالى :
" فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ المُمْتَرِينَ " (سورة يونس الآية 94) .
وقال تعالى :
" قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ " (سورة يونس الآية 108) .
وقال تعالى :
" أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ " (سورة هود الآية 17) .
وقال سبحانه :
"المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ " (سورة الرعد الآية 19) .
وقال منكراً على من كذب القرآن :
"أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الألْبَابِ " (سورة الرعد الآية 19) .
وقال تعالى :
" وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً " (سورة الفرقان الآية 33) .
وقال سبحانه وتعالى :
" فَلَمَّا جَاءَهُمْ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ " (سورة القصص الآية 48).
وقال تعالى :
" وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ " (سورة القصص الآية53).
وقال سبحانه :
"وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" (سورة سبأ الآية 6) .
وقال تعالى :
"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ " (سورة سبأ الآية 43) .
وقال سبحانه وتعالى :
"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ" (سورة فاطر الآية 24).
وقال :
"وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ"
(سورة فاطر الآية 31).
وقال تعالى :
" بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ " (سورة الصافات الآية 37) .
وقال :
" وَلَمَّا جَاءَهُمْ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ " (سورة الزخرف الآية 30) .
وقال أيضا :
" وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ " (سورة الأحقاف الآية 7) .
وقال تعالى :
" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ " (سورة محمد الآية 2) .
وقال سبحانه وتعالى :
"بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ" (سورة ق الآية 5) .
وقال سبحانه وتعالى :
" أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ " (سورة الحديد الآية 16).
وقال تعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ " (سورة الممتحنة الآية 1) .
وقد وردت آيات أخرى كثيرة في القرآن الكريم تؤكد أن القرآن إنما نزل بالحق وأن الذين اختلفوا فيه إنما يضيعون أوقاتهم في أشياء لا طائل من ورائها، وأن الاختلاف فيه إنما هو بغي يؤدي إلى الضلالة .
قال تعالى :
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ " (سورة البقرة الآية 176) .
وقال :
" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " (سورة البقرة الآية 213) .
وقال :
" تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ " (سورة البقرة الآية 252) .
وقال سبحانه :
" نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإنجيل " (سورة آل عمران الآية 3).
وقال :
" تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ " (سورة آل عمران الآية 108) .
وقال :
" إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً" (سورة النساء الآية 105) .
وقال :
" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " (سورة المائدة الآية 48) .
وقال سبحانه :
" أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ " (سورة الأنعام الآية 114) .
وقال سبحانه :
" قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " (سورة النحل الآية 102) .
وقال تعالى :
" وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّراً وَنَذِيراً " (سورة الإسراء الآية 105)
وقد أوصى القرآن بالالتزام بقول الحق .
قال تعالى :
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً " (سورة النساء الآية 171) .
وقال سبحانه على لسان عيسى عليه السلام :
" وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ " (سورة المائدة الآية 116) .
وقال سبحانه على لسان موسى عليه السلام :
" حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِي إِسْرَائِيلَ " (سورة الأعراف الآية 105) .
وقال سبحانه :
" فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " (سورة الأعراف الآية 169) .
وقد توعد الله من يقول غي الحق بالجزاء الصارم والعذاب .
" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ " (سورة الأنعام الآية 93) .
والله سبحانه وتعالى يقول الحق .
قال تعالى :
" مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمْ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ " (سورة الأحزاب الآية 4).
والله سبحانه وتعالى إذ يقول الحق فإنه لا يستحي من الحق :
فهو يقول :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً " (سورة الأحزاب الآية 53) .
ويدخل في مدلول الالتزام بقول الحق إعلانه كاملاً وعدم كتمان شئ منه أو إلباسه بالباطل تمويهاً وتضليلاً.
قال تعالى :
"وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ "(سورة البقرة الآية 42) .
وقال تعالى :
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " (سورة آل عمران الآية71).
وقد ندد القرآن بمن يكتم الحق وهو يعلمه .
قال تعالى :
" الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " (سورة البقرة الآية 146).
والحق صريح واضح لا لبس فيه، ولا تخالطه الظنون أو الشكوك، فالله سبحانه وتعالى يقول:
" وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " (سورة يونس الآية 36) .
وقال تعالى :
" وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً " (سورة النجم الآية 28) .
وليس بعد الحق غاية إلا الضلال .
قال تعالى :
" فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ " (سورة يونس الآية 32) .
والله سبحانه وتعالى يُحِقُّ الحق بكلماته، ويُبطِلُ الباطل فلا يكون للباطل مع الحق مجال، ومهما طال فأنه لابد أن يلقى مصرعه بالحق .
قال تعالى :
" وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ. لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ " (سورة الأنفال الآيتان 7،Cool .
وقال سبحانه :
" وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ " (سورة يونس الآية 82) .
وقال تعالى :
" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَأْ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " (سورة الشورى الآية 24) .
وإذا حصحص الحق تلاشى الباطل ببهرجه الخادع .
قال تعالى :
" فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (سورة الأعراف الآية 118) .
وقال سبحانه :
" وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً " (سورة الإسراء الآية 81) .
وقال تعالى :
" بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ " (سورة الأنبياء الآية 18).
وقال تعالى :
" قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ " (سورة سبأ الآية 49) .
والباطل خاسر في معركته ضد الحق في الدنيا والآخرة .
قال تعالى :
" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ " (سورة غافر الآية 78).
ولاشك أن اتباعَ الحق والرجوع إليه من الغواية والتمادي في الضلال، والانصياع للحق خير من المراء والجدال بالباطل .
قال تعالى :
" الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ " (سورة البقرة الآية 147) .
وقال تعالى :
" الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنْ الْمُمْتَرِينَ " (سورة آل عمران الآية 60) .
وذم الله المجادلين في الحق فقال :
" يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ " (سورة الأنفال الآية 6) .
وقال سبحانه :
" فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ المُمْتَرِينَ " (سورة يونس الآية 94) .
وقال :
" أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ " (سورة هود الآية 17) .
وندد الله سبحانه وتعالى بالكفار الذين يجادلون في الحق .
قال تعالى :
" وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً" (سورة الكهف الآية 56) .
وقال تعالى :
"كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ" (سورة غافر الآية 5)
والاعتراف بالحق وأداؤه إلى مستحقة كاملاً غير منقوص وفي أوان استحقاقه بدون مطلب ولا تسويف، واجب مطلوب بالقرآن .
قال تعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلا تَرْتَابُوا إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " (سورة البقرة الآية 282) .
وقال تعالى :
"وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" ( سورة الأنعام الآية 141)
وقال تعالى :
" وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً " (سورة الإسراء الآية 26) .
وأكد ذلك في قوله تعالى :
" فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ "(سورة الروم الآية 38) .
وقد جعل الله للسائل والمحروم حقاً في مال القادر من المسلمين، بل إن حقه معلوم واجب الأداء .
قال تعالى في صفة المؤمنين :
" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ. كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ. وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ" (سورة الذاريات الآية 15-19) .
وأكد ذلك في قوله سبحانه وتعالى :
" إِنَّ الإنسان خُلِقَ هَلُوعاً. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً. إِلا الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ. وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ. لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ " (سورة المعارج الآيات 19-25).
ومما نهى عنه القرآن التعدي على الغير أو تجاوز الحدود بغير الحق .
قال تعالى :
" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " (سورة الأنعام الآية 151) .
وقال سبحانه وتعالى :
" قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالآثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ " (سورة الأعراف الآية 33) .
ويقول سبحانه وتعالى :
" فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " (سورة يونس الآية 23) .
وقال تعالى أيضا :
" وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً " (سورة الإسراء الآية 33) .
وقال تعالى :
" إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (سورة الشورى الآية 42) .
اللهم أرنا الحق وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .

الحكمة :
الحكمة من صفات الله سبحانه وتعالى، وقد سمى الله نفسه الحكيم ووصف نفسه بذلك في بضع وتسعين موضعاً من القرآن الكريم، وقد ورد اسم الحكيم جل وعلا مقروناً بصفات أخرى فهو سبحانه وتعالى العليم الحكيم .
قال تعالى :
"قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" (سورة البقرة الآية 32)
وهو سبحانه العزيز الحكيم .
قال تعالى :
" هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (سورة آل عمران الآية 6).
وهو سبحانه الحكيم الخبير .
قال تعالى :
" وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ " (سورة الأنعام الآية 18) .
وهو سبحانه التواب الحكيم .
قال تعالى :
" وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ " (سورة النور الآية 10) .
وهو سبحانه الحكيم الحميد .
قال تعالى :
"لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" (سورة فصلت الآية 42) .
وهو سبحانه العلي الحكيم .
قال تعالى :
" وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ " (سورة الشورى الآية 51) .
وهو سبحانه الواسع الحكيم .
قال تعالى :
"وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً " (سورة النساء الآية 130).
ويتضح من اقتران صفة الحكمة بصفات العلم والخبرة والعزة وتكرر ذلك في معظم الآيات التي وردت فيها هذه الصفات مقترنة بصفة الحكمة أن هناك تلازماً بينهما .
والحكمة منحة من الله يعلمها من يشاء من عباده ويؤتيها من يختاره منهم فضلا منه ورغبة في هدايتهم وليبينوا الحقائق للناس ويرشدهم إلى الحق .
قال تعالى :
" كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ " (سورة البقرة الآية 151) .
ويقول سبحانه :
" وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " (سورة البقرة الآية 231) .
وقال سبحانه:
"فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" (سورة البقرة الآية 251 )
وقال سبحانه :
" يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الألْبَابِ " (سورة البقرة الآية 269) .
وقال سبحانه وتعالى عن عيسى عليه السلام :
" وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإنجيل " (سورة آل عمران الآية 48) .
وقال أيضاً :
"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ " (سورة آل عمران الآية 81).
وقال سبحانه :
"لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" (سورة آل عمران الآية 164)
وقال سبحانه :
"أم يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً" (سورة النساء الآية 54) .
وقال سبحانه :
" وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً" (سورة النساء الآية 113) .
وقال سبحانه :
" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإنجيل وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ " (سورة المائدة الآية 110) .
وقال سبحانه وتعالى عن داود علية السلام :
" وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ " (سورة ص الآية 20).
وقال سبحانه :
" وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِي " (سورة الزخرف الآية 63) .
وقال تعالى :
" هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ " (سورة الجمعة الآية 2) .
ومن الحكمة التي يمنحها الله لمن يشاء من عباده توحيد الله بالعبادة والإحسان إلى الوالدين، والتصدق على الفقراء والمساكين وابن السبيل، واتباع القصد في الإنفاق باجتناب التبذير والتقتير، وعدم الاعتداء بالقتل، واجتناب الفواحش، وعدم التعرض لمال اليتيم، والوفاء بالعهد، وإيفاء الكيل والميزان، وعدم التجسس، واجتناب الخيلاء، وبعد أن أوصى الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه من الأمور التي عددناها وذكرت في الآيات من الثانية والعشرين إلى الثامنة والثلاثين من سورة الإسراء .
قال سبحانه :
" ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً " (سورة الإسراء الآية 39) .
ومن الحكمة شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه .
قال تعالى :
" وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ " (سورة لقمان الآية 11) .
ومنها حسن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالقول اللين والموعظة الحسنة .
قال سبحانه وتعالى :
" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " (سورة النحل الآية 125) .
ومن الحكمة الاتعاظ بالغير والازدجار بأنباء السابقين من الأمم .
قال تعالى :
" وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ الأنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ. حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ. فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ " (سورة القمر 4،5) .
وختاماً فإني أدعو الله لي ولكم بما دعا به إبراهيم عليه السلام :
"رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ. وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ. وَاغْفِرْ لأبِي إِنَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ" (سورة الشعراء الآيات 83-85) .



الحلف :
ورد الحَلِف في القرآن الكريم بألفاظ مختلفة في ثلاثة عشر موضعاً، منها آية واحدة توضح كفارة الحلف.
قال تعالى :
" يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (سورة المائدة الآية 89).
أما الآيات الأخرى، فقد ورد الحَلِف على أنه من أفعال الكفار والمنافقين، ولعل المقصود بذلك هو الحَلِف الكاذب وتوكيد الأقوال الباطلة بالإيمان الفاجرة .
قال سبحانه :
"فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً" (سورة النساء الآية 62).
قال سبحانه وتعالى :
" لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمْ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (سورة التوبة الآية 42).
وقال تعالى :
" وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ " (سورة التوبة الآية 56) .
وقال تعالى :
" يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ " (سورة التوبة الآية 62) .
وقال تعالى :
" يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ " (سورة التوبة الآية 74).
وقال تعالى :
" سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ " (سورة التوبة الآيتان 95،96) .
وقال أيضاً حكاية عن المنافقين الذين بنوا مسجداً للضرار :
" وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " (سورة التوبة الآية 107) .
ويقول الله سبحانه وتعالى :
" أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (سورة المجادلة الآية 14)
ويقول الله سبحانه وتعالى :
" يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ " (سورة المجادلة الآية 18) .
وقد حذر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم من الحلافين الكاذبين الذين يمشون بين الناس بالنميمة .
قال تعالى :
" وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ " (سورة القلم الآية 10) .
وقانا الله وإياكم شر الحَلِف الكاذب والإيمان الفاجرة .

الحلم :
الحلم سيد الأخلاق، هذه كلمة مأثورة يتمثل بها كثير من الناس، ويتخذها بعضهم شعاراً يرفعه في صدر مكتبة أو متجره، أو يضعه أمامه على منضدته ليذكَّره بوجوب الهدوء والتبصير وعدم الانفعال، وهذا بعض ما تشتمل عليه كلمة الحلم من معان .
فالحِلم بكسر الحاء وسكون اللام، قد يأتي بمعنى العقل واللب والفهم والبصيرة، وقد يأتي بمعنى العفو عن المخطئ والتجاوز عن السيئة والترفع عن مقابلة الخطأ بمثله، وهو ضد الجهل الذي يقصد به الاندفاع في الخطأ.
وفي استعمال الحلم بمعنى العقل والفهم وحسن الإدراك .
قال سبحانه وتعالى :
" تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ " (سورة الطور الآية 32) .
وقال سبحانه وتعالى في قصة إبراهيم عليه السلام :
" وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ " (سورة التوبة الآية 114) .
ومنه قوله تعالى :
" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ " (سورة هود الآية 75) .
ومنه أيضاً قوله تعالى :
" قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لانْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ " (سورة هود الآية 87) .
ومنه أيضاً قوله تعالى في وصف إسماعيل عليه السلام :
" فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ " (سورة الصافات الآية 101) .
ومما يقصد به معنى العفو عن السيئة والتجاوز عن الخطيئة قوله تعالى :
" لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ" (سورة البقرة الآية 225) .
وقوله تعالى :
" وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ " (سورة البقرة الآية 235) .
ومنه أيضاً قوله وتعالى :
" قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ " (سورة البقرة الآية 263) .
ومنه أيضاً قوله تعالى :
" إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ " (سورة آل عمران الآية 155) .
ومنه قوله تعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ " (سورة المائدة الآية 101) .
ومنه قوله تعالى :
"تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً" ( سورة الاسراء الآية 44).
ومنه قوله تعالى :
" إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ والأرض أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً " (سورة فاطر الآية 41) .
ومما يحتمل المعنيين قوله تعالى :
" وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمْ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوْ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ " (سورة النساء الآية 12) .
ومنه قوله تعالى :
" لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ " (سورة الحج الآية 59) .
ومنه قوله تعالى :
" تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَوْنَ بِمَا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الزواج:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:20 pm

لقسم الرابع

الزواج:
شرع الله الزواج لبني الإنسان لإسعاد حياتهم، ولكي تستمر هذه السعادة وتتحقق على خير وجه لابد من أن يسود الحب والوئام والوفاق بين الزوجين، وأن يعامل كل منهما زوجه بالحسنى، ويتودد إليه بكل ما يزيد من أواصر الرحمة بين الأسر المتصاهرة.
قال تعالى في الآية الأولى من سورة النساء:
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " (سورة النساء الآية 1).
وقال سبحانه وتعالى:
" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ " (سورة الأعراف الآية 189).
وقال تعالى:
" وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ " (سورة النحل الآية 72).
وقال سبحانه:
" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " (سورة الروم الآية 21).
وقال سبحانه:
" وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " (سورة فاطر الآية 11).
والزوجية سنة الله في خلقه، تستقيم بها الحياة وتنسجم، وتستمر جيلاً بعد جيل، فالبشر يتزاوجون ليتناسلوا، وتتجدد الحياة بتجدد الأجيال، والأنعام تتزاوج لتتكاثر حتى تغطي احتياجات الإنسان، وتمده بما يحتاج إليه من غذاء وكساء.
قال تعالى:
" خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ " (سورة الزمر الآية 6).
وقال سبحانه:
" فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (سورة الشورى الآية 11).
ومن نعم الله على الإنسان الزوجة، التي إن أقبل عليها سرته، وإن غاب عنها حفظت غيبته، وقد مَنَّ الله على نبيه زكريا بصلاح زوجته.
قال تعالى:
" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ " (سورة الأنبياء الآية 90).
كما منَّ الله على رسله بما جعل لهم من أزواج وذرية.
قال تعالى:
" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ " (سورة الرعد الآية 38).
ومن دعاء عباد الله الصالحين لربهم.
قال تعالى:
" وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً " (سورة الفرقان الآية 74).
ومن حقوق الزوجية حفظ الفرج إلا فيما أحل الله.
قال تعالى في صفة المؤمنين:
"وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ" (سورة المؤمنون الآيات 5-7).
وإذا صلح الزوجان المؤمنان، ودامت العشرة بينهما في الدنيا على الخير والوفاق، فإن هذه العشرة الطيبة حرية بأن تستمر في الآخرة.
قال تعالى:
"جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ" (سورة الرعد الآية 23).
قال تعالى:
"إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ. هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ" (سورة يس الآيتان 55، 56 )
وقال تعالى:
" رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (سورة غافر الآية Cool.
وقال تعالى:
" ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ" (سورة الزخرف الآية 70).
وفي الختام. . نرجو الله سبحانه وتعالى أن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين. .

الإسراف:
ورد الإسراف في القرآن الكريم بمعنيين، أحدهما الإفراط في الإنفاق أو التبذير في المال، والآخر بمعنى الظلم والتعدي والتجاوز، ونهى القرآن عن الإسراف في شتى صوره ومعانيه، وعدِّه من أعمال الطغاة أو الذين ضعف إيمانهم، وكره المسرفين وتوعدهم.
وفي النهي عن الإسراف بمعنى التبذير، قال تعالى:
" وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (سورة الأنعام الآية 141).
وقال تعالى:
" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (سورة الأعراف الآية 31).
ووصف الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأنهم لا يسرفون في الإنفاق ولا يبخلون، وإنما يسلكون سبيلاً وسطاً بين الإسراف والتقتير.
قال تعالى:
" وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً " (سورة الفرقان الآية 67).
وقد ذم الله المسرفين المتجاوزين حدود الحق والعدل في استيفاء حقوقهم أو اتباع شهواتهم وغرائزهم بغير ما أحل الله لهم. والذين يتجاهلون فضل الله عليهم ونعمته في الأرض.
قال تعالى:
" مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأرْضِ لَمُسْرِفُونَ" (سورة المائدة الآية 32).
قال تعالى ذماً لقوم لوط:
" إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ" (سورة الأعراف الآية 81).
وقال تعالى:
" وَإِذَا مَسَّ الإنسان الضُّر دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (سورة يونس الآية 12).
وقال تعالى:
" فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ" (سورة يونس الآية 83).
وقال تعالى:
" ثُمَّ صَدَقْنَاهُمْ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ" (سورة الأنبياء الآية 9).
وقال تعالى:
" وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ" (سورة الشعراء الآية 151).
وقال تعالى:
" قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ" (سورة يس الآية 19).
وقال تعالى:
" وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ" (سورة غافر الآية 28).
وقال تعالى:
" وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" (سورة غافر الآية 34).

وقال أيضاً:
" لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ" (سورة غافر الآية 43).
وقال سبحانه مخاطباً المشركين:
" أَفَنَضْرِبُ عَنكُمْ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ" (سورة الزخرف الآية 5).
وقال سبحانه وتعالى:
" مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنْ الْمُسْرِفِينَ" (سورة الدخان الآية 31).
وقد توعد الله المسرفين بالجزاء وعجل لهم العذاب.
قال تعالى:
" وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى" (سورة طه الآية 127).
وقال تعالى:
" قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ. لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ. مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ" (سورة الذاريات الآيات 32-34).
كما وردت آيات بينات في النهي عن الإسراف، بمعنى الإفراط في الإنفاق والتبذير في الصرف.
قال تعالى:
"وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً" (سورة النساء الآية 6).
وقال سبحانه وتعالى:
" وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (سورة الأنعام الآية 141).
وقال سبحانه:
" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (سورة الأعراف الآية 31).
وقد امتدح الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأنهم قوم لا يسرفون في الإنفاق، ولا يقترفون على أنفسهم وذويهم.
قال تعالى:
" وَعِبَادُ الرحمن الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً. وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً. إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً. وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً "(سورة الفرقان الآيات 63-67).
وختاماً فإننا نبتهل إلى الله العلي القدير وندعوه بما دعاه به الصالحون:
" وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (سورة آل عمران الآية 147).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: السلام:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:22 pm


السلام هو الله سبحانه وتعالى ، وقد سمى نفسه بذلك في كتابه العزيز.
فقال سبحانه وتعالى:
" هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (سورة الحشر الآية 23).
والجنة دار السلام، أعدها الله لعباده المؤمنين ودعاهم وهداهم إلى سبيلها.
قال تعالى:
" لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (سورة الأنعام الآية 127).
وقال تعالى:
"وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (سورة يونس الآية 25).
والسلام تحية أهل الجنة يحيي بها بعضهم بعضاً، وتحييهم بها الملائكة.
قال تعالى:
"وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ" (سورة الأعراف الآية 46).
وقال تعالى:
" دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (سورة يونس الآية 10).
وقال تعالى:
" جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ " (سورة الرعد الآيتان 23، 24).
وقال سبحانه:
" وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ" (سورة إبراهيم الآية 23).
وقال سبحانه:
"إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ. وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ" (سورة الحجر الآيتان 45،46).
وقال سبحانه:
" جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرحمن عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً. لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً " (سورة مريم الآيتان 61،62).
وقال سبحانه:
" أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً " (سورة الفرقان الآية 75).
وقال سبحانه وتعالى:
" تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً" (سورة الأحزاب الآية 44).
وقال سبحانه:
" إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ. هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ. لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ. سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ " (سورة يس الآيات 55-58).
وقال سبحانه وتعالى:
" وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ " (سورة الزمر الآية 73).
وقال سبحانه:
" وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ. هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ. مَنْ خَشِيَ الرحمن بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ. ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ. لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ"
(سورة ق الآيات 31-35).
وقال سبحانه وتعالى:
"لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً. إِلا قِيلاً سَلاماً سَلاماً" (سورة الواقعة الآيتان 25،26).
وقد خص الله سبحانه وتعالى بعض أنبياءه وأتباعهم من المؤمنين بالسلام.
قال تعالى:
" قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ" (سورة هود الآية 48).
وقال تعالى عن يحيى عليه السلام:
"وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً" (سورة مريم الآية 15).
وقال على لسان عيسى عليه السلام:
" وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً " (سورة مريم الآية 33).
وقال تعالى:
" قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى اللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ " (سورة النمل الآية 59).
وقال تعالى:
" سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ " (سورة الصافات الآية 79).
وقال سبحانه:
" سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ " (سورة الصافات الآية 109).
وقال تعالى:
" سَلامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ " (سورة الصافات الآية 120).
وقال أيضاً:
"سَلامٌ عَلَى آِلْ يَاسِينَ " (سورة الصافات الآية 130).
وقال أيضاً:
" وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ " (سورة الصافات الآية 181).
وقال من سورة الواقعة:
" وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ. فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ " (سورة الواقعة الآيتان 90، 91).
والسلام تحية المؤمنين بعضهم لبعض، وهو وسيلة للتعارف بين المسلمين وزيادة المودة بين المتعارفين.
قال تعالى:
" وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (سورة الأنعام الآية 54).
وقال تعالى:
" وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ " (سورة هود الآية 69).
وقال تعالى:
" وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ. إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ " (سورة الحجر الآيتان 51،52).
وعند دخول الدور يجب التسليم على أهلها وسكانها من الإنس والجن.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " (سورة النور الآية 27).
وقال سبحانه:
" فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " (سورة النور الآية 61).
والصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم واجب بنص القرآن، وأبخل البخلاء من ذكر عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصلِ ويسلم عليه ؟
قال تعالى:
" إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً " (سورة الأحزاب الآية 56).
وإفشاء السلام واجب على المسلم، سواء كان يعرف من يسلم عليه أم لا يعرفه، وقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على جواز إفشاء السلام حتى على المخالفين والجاهلين، ولعل في ذلك تأليفاً لقلوبهم وحملاً لهم على الارعواء عن غيهم والرجوع إلى الحق.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً" (سورة النساء الآية 94).
وعن مخاطبة إبراهيم لأبيه المعرض عن الحنيفية قال تعالى:
" قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً" (سورة مريم الآية 47).
وقال في خطاب موسى وأخيه فرعون:
" فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى" (سورة طه الآية 47).
وقال تعالى:
"وَعِبَادُ الرحمن الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً" (سورة الفرقان الآية 63).
وقال سبحانه:
"وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ" (سورة القصص الآية 55).
ومن مرادفات السلام كلمات: السِّلم والسَّلْم والسَّلَم، وكلها بمعنى المسالمة أو المهادنة في الحرب وكف القتال، وقد أمر الله المؤمنين أن يدخلوا في السِّلم وأن يحافظوا عليه.
قال تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" (سورة البقرة الآية 208).
وإذا لم يبد من قوم عداء للمسلمين ولم يبدءوهم بقتال، فإن الله يأمر المؤمنين بأن يقبلوا منهم السلام.
قال تعالى:
"إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا" (سورة النساء الآية 90).
أما إذا لم يكفوا شرهم عن المؤمنين واستمروا في إلقاء الدسائس والفتن فقد أصبحوا في عداد الأعداء المقاتلين وسرى عليهم حكمهم.
قال تعالى:
"سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً" (سورة النساء الآية 91).
وإذا نشب بين المؤمنين وأعدائهم قتال ثم جنح الأعداء إلى السِّلم بصدق ورغبة في الانصياع للحق وكف العدوان ، فقد أمر الله المؤمنين بأن يستجيبوا لنداء السلام.
قال تعالى:
" وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (سورة الأنفال الآية 61).
أما إن كانت دعوتهم إلى السلم وجنوحهم إليه مكراً وخداعاً في تفويت فرصة النصر على المؤمنين، فإن الدعوة لا تقبل لأنها دعوة مخادعة.
"فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمْ الأعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ" (سورة محمد الآية 35).
وفقنا الله للخير وهدانا إلى اتباع طريق السلام على هدى من نور الكتاب الكريم.
"يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (سورة المائدة الآية 16).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الشكر:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:23 pm


الشكر صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، ومن أسمائه الحسنى الشكور.
قال تعالى:
" لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ" (سورة فاطر الآية 34).
وقال تعالى:
"وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ" (سورة فاطر الآية 34).
وقال تعالى:
"ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ" (سورة الشورى الآية 23).
وقال تعالى:
"إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ" (سورة التغابن الآية 17).
وقد وصف الله بعض الأنبياء والمؤمنين من عباده بهذه الصفة.
فقال سبحانه:
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ" (سورة إبراهيم الآية 5).
وقال تعالى:
"ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً" (سورة الإسراء الآية 3).
وقال تعالى:
"أَلَمْ تَرَى أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ" (سورة لقمان الآية 31).
وقال سبحانه حكاية عن سليمان عليه السلام:
"يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ" (سورة سبأ الآية 13).
وقال تعالى:
"فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ" (سورة سبأ الآية 19).
وقال سبحانه:
"إِنْ يَشَأْ يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ"
(سورة الشورى الآية 33).
ويلاحظ اقتران صفة الشكر بصفة الصبر، والمؤمن يشكر ربه في السراء والضراء. ويصبر على ما يصيبه إيماناً واحتساباً، ومن صفات المؤمن إنه إذا أنعم الله عليه شكر، وإذا ابتلاه صَبر، فهو في حاليه في نعمة من الله، وأول ما يجب على المؤمن في باب الشكر أن يشكر الله سبحانه وتعالى على ما مَنَّ عليه به من الرزق.
قال تعالى:
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِي" (سورة البقرة الآية 152).
وقال تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (سورة البقرة الآية 172).
وقال تعالى:
"قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ" (سورة الأعراف الآية 144).
وقال تعالى:
"فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالا طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (سورة النحل الآية 114).
وقال تعالى:
"إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (سورة العنكبوت الآية 17).
وقال سبحانه:
"لَقَدْ كَانَ لِسَبَأِ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ" (سورة سبأ الآية 15).
وقال سبحانه وتعالى:
"بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ" (سورة الزمر الآية 66).
وقد مَنَّ الله على عباده بكثير من النعم التي تستوجب الشكر، فمن ذلك ما أنعم الله به على عباده من الهداية والرشاد، فقد هداهم إلى الصيام، وهداهم إلى أحكام الوضوء والتطهر، وهداهم إلى ما يكفر عنهم ما تورطوا فيه من الإيمان التي لا يستطيعون الوفاء بها.
قال تعالى:
"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة البقرة الآية 185).
وقال:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة المائدة الآية 6).
وقال تعالى:
"لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة المائدة الآية 89).
ومن نعم الله على عباده المؤمنين التي تستوجب الشكر ما يمنحهم من النصر والتأييد، فقد أعز الله المسلمين الأوائل بنصره يوم بدر وهم قلة مستضعفون، وأعزهم بالهجرة إلى المدينة المنورة فأنقذهم من ظلم مشركي قريش ويسر عليهم سبل الرزق بعد الجهاد، فحق عليهم أن يشكروا الله على ذلك، وحق على كل مؤمن أن يشكر الله على ما يمنحه من النصر والتأييد.
قال تعالى:
"وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة آل عمران الآية 123).
وقال تعالى:
"وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة الأنفال الآية 26).
ومن فضل الله سبحانه وتعالى على عباده الذين يستوجب منهم الشكر ما مكن لهم في الأرض وما سهل لهم من معايش وما سخر لهم من مياه البحار يستخرجون منها لحماً طرياً وحليه ويُسيرون عليها السفن.
قال تعالى:
"وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ" (سورة الأعراف الآية 10).
وقال تعالى:
"وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة النحل الآية 14).
وقال تعالى:
"وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة فاطر الآية 12).
وقال تعالى:
"اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمْ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
(سورة الجاثية الآية 12).
ومن النعم المستوجبة للشكر تسخير الرياح ونزول الأمطار وظهور الثمار في الأرض.
قال تعالى:
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة الروم الآية 46).
وقال سبحانه:
"وَآيَةٌ لَهُمْ الأرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ. لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ" (سورة يس الآيات 33-35).
وقال تعالى:
"اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمْ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة الجاثية الآية 12).
وقال تعالى:
"أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ. أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ. لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ" (سورة الواقعة الآيات 68-70).
ومن النعم المستوجبة للشكر أيضاً ما منح الله الإنسان مع نعمة السمع والبصر والفؤاد التي تمكنه من فهم الحياة وإدراكها والتمتع بها.
قال تعالى:
"وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ" (سورة المؤمنون الآية 78).
وقال تعالى:
"ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ" (سورة السجدة الآية 9).
وقال سبحانه:
"قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ" (سورة الملك الآية 23).
ومن النعم المستوجبة للشكر أيضاً تسخير الأنعام للناس للانتفاع بها وبركوبها وأكمل ما أحل منها.
قال تعالى:
"وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة الحج الآية 36).
وقال تعالى:
"أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ. وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ. وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ" (سورة يس الآيات 71-73).

ومن النعم اختلاف الليل والنهار، ليكسب الإنسان في ضوء النهار عيشه، ويأوي في ظلام الليل إلى فِراشه وينال قسطاً من الراحة لجسمه.
قال تعالى:
"وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة القصص الآية 73).
وقال تعالى:
"وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً" (سورة الفرقان الآية 62).
ومن المؤسف أنه مع وضوح فضل الله سبحانه وتعالى على عبادة، وتوارد نعمه عليهم، فإن بعضهم بل كثيراً منهم لا يشكرون الله حق شكره، ولا يقومون بما يجب للنعمة من شكر بالقول والعمل.
قال تعالى:
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ" (سورة البقرة الآية 243).
وقال سبحانه:
"وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ" (سورة يونس الآية 60).
وقال سبحانه:
"وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ" (سورة يوسف الآية 38).
وقال سبحانه:
"وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ" (سورة النمل الآية 73).
وقال تعالى:
"اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ" (سورة غافر الآية 61).
ولكن شكر الناس لله سبحانه وتعالى لن ينفع الله سبحانه وتعالى بشيء كما أن كقرانهم لن يضره بشيء جل وعلا، وإنما تعود الفائدة على العبد الشاكر نفسه.
قال تعالى:
"قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ" (سورة النمل الآية 40).
وقال سبحانه:
"وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" (سورة لقمان الآية 12).
وبالشكر تدوم النعم ويتسع باب الأمل في الاستزادة منها فقد قال تعالى:
"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" (سورة إبراهيم الآية 7).
ومن الناس من يجأر إلى الله بالدعاء في الشدائد، ويقطع على نفسه عهداً بأن يكونَ من الشاكرين، فمنهم من يفي بعهدِه ووعدِه، ومنهم من ينسى وعده بمجرد أن ينال مطلوبة، وهو بذلك يدلل على غباءه وخداعه لنفسه، فالله أعلم بسريرته منه ولكن الله يفعل ما يشاء ليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين، قال تعالى:
"قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ. قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ" (سورة الأنعام الآيتان 63،64).
وقال تعالى:
"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (سورة الأعراف الآيتان 189، 190).
وقال تعالى:
"هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمْ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (سورة يونس الآيتان 22، 23).
ويجب على الإنسان أن يشكر من يسدي إليه معروفاً، أو يهدى إليه هدية، أو يصنع إليه جميلاً، فقد أمر الله بشكر الوالدين على ما تحملاه من جهد من حمل الجنين في بطن أمه إلى إرضاعه والسهر على تغذيته وتنميته وتعليمه ورعايته والإشفاق عليه.
قال تعالى:
"وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" (سورة لقمان الآية 14).
جعلنا الله وإياكم ممن إذا رزق شكر، وإذا ابتلى صبر..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الصبر:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:24 pm


ورد الصبر في القرآن الكريم أكثر من مائة مرة بألفاظ مختلفة، وهو من عزائم الأمور ومن أعظمهما شأناً، إذ بالصبر تحل كثير من المشاكل وبالصبرِ تواجه الشدائد والأزمات.
قال الله تعالى:
"وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ" (سورة الشورى الآية 43).
وقد أوصى الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالصبر على كيد المشركين والمنافقين وأذاهم له وتكذيبهم له وتكذيبهم إياه.
قال تعالى:
"وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ" (سورة يونس الآية 109).
وقال تعالى:
"تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ" (سورة هود الآية 49).
وقال تعالى:
"وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (سورة هود الآية 115).
وقال تعالى:
"وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ" (سورة النحل الآية 127).
ويقول سبحانه وتعالى:
"فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى" (سورة طه الآية 130).
وقال تعالى:
"فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ" (سورة الروم الآية 60).
وقال تعالى:
"اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ" (سورة ص الآية 17).
وقال تعالى:
"فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ" (سورة غافر الآية 55).
وقال تعالى:
"فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ" (سورة غافر الآية 77).
وقال تعالى:
"فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ" (سورة الأحقاف الآية 35).
وقال سبحانه وتعالى:
"فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ" (سورة ق الآية 39).
وقال سبحانه وتعالى:
"وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ" (سورة الطور الآية 48).
وقال تعالى:
"فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ" (سورة القلم الآيات 48-50).
وقال تعالى:
"فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً" (سورة المعارج الآية 5).
وقال سبحانه:
"وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلا" (سورة المزمل الآية 10).
وقال سبحانه:
"وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ" (سورة المدثر الآية 7).
وقال تعالى:
"فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً" (سورة الإنسان الآية 24).
وقد أوصى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالصبر على الشدائد والصبر في الجهاد.
قال تعالى:
"وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلا عَلَى الْخَاشِعِينَ" (سورة البقرة الآية 45).
وقال سبحانه:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (سورة البقرة الآية 153).
وقال تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة آل عمران الآية 200).
وقال تعالى:
"قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأرض لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" (سورة الأعراف الآية 128).
وقال تعالى:
"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
(سورة الأنفال الآية 46).
والصبر من صفات عباد الله الأخيار، فقد وصف الله به بعض الأنبياء وبعض المؤمنين من عباده، فقد صبر الأنبياء على أذى قومهم، وصبر المؤمنون على ما أصابهم من أذى في سبيل الله.
قال تعالى:
"الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ" (سورة آل عمران الآيتان 16،17).
وقال تعالى:
"وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأ الْمُرْسَلِينَ" (سورة الأنعام الآية 34).
وقال تعالى على لسان موسى عليه السلام مخاطباً الخضر عليه السلام:
"قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً" (سورة الكهف الآية 69).
قال تعالى:
"وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنْ الصَّابِرِينَ" (سورة الأنبياء الآية 85).
وقال تعالى:
"الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِ الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" (سورة الحج الآية 35).
وقال سبحانه:
"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً" (سورة الأحزاب الآية 35).
وقد ضرب إسماعيل عليه السلام مثلاً في الصبر لأمر أبيه، عندما أخبره أبوه إبراهيم بأنه رأى في المنام أن الله قد أوحى إليه بأن يذبحه قرباناً إليه سبحانه وتعالى، فأجابه بالسمع والطاعة والصبر لحكم الله.
قال تعالى:
"فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ" (سورة الصافات الآية 102).
أما أيوب عليه السلام فإنه يعتبر نموذجاً فريداً في الصبر على البلوى واحتمال المصاعب وآلام المرض.
قال تعالى:
"وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" (سورة ص الآية 44).
ويمتحن الله عباده ليمحص الذين آمنوا الكافرين ويعلم المجاهدين منهم والصابرين فيجزى كلا منهم بعمله.
قال تعالى:
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ" (سورة آل عمران الآية142).
وقد امتدح الله الصابرين من عباده، ووعدهم بأن يحقق أملهم فيما يرجعونه من نصر، وأن يفرج عنهم كربهم، وأن يثيبهم على صبرهم، وأن يكون معهم على عدوهم، وأن يغفر لهم ويرحمهم، ويجزل الأجر والثواب، ويحسن عاقبتهم، ويكتب لهم الفوز بالجنة، ويضاعف لهم حسناتهم، ويسبغ عليهم من نعمته.
قال تعالى:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ" (سورة البقرة الآيات 155-157).
وقال تعالى:
"لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ" (سورة البقرة الآية 177).
وقال تعالى:
"وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" (سورة آل عمران 146).
وقال سبحانه:
"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
(سورة الأنفال الآية 46).
وقال تعالى:
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" (سورة الأنفال الآيتان 65،66).
وقال تعالى:
"إلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ" (سورة هود الآية 11).
وقال سبحانه:
"قَالُوا أَئِنَّكَ لانْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (سورة يوسف الآية 90).
وقال سبحانه:
"وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ. جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" (سورة الرعد الآيات 22-24).
وقال تعالى:
"وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ. الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (سورة النحل الآيتان 41،42).
وقال سبحانه:
"مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (سورة النحل الآية 110).
وقال تعالى:
"إِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمْ الْفَائِزُونَ" (سورة المؤمنون الآية 111).
وقال سبحانه:
"أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً" (سورة الفرقان الآية 75).
وقال سبحانه:
"أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (سورة القصص الآية 54).
وقال سبحانه وتعالى:
"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنْ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (سورة العنكبوت الآيتان 58،59).
وقال تعالى:
"وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً" (سورة الإنسان الآية 12).
ومن صفات المؤمنين التواصي بالصبر إلى جانب التواصي بالحق والتراحم.
قال تعالى:
"ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ" (سورة البلد الآية 17).
وقال تعالى:
"وَالْعَصْرِ. إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ. إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" (سورة العصر كاملة).
ويدعو المؤمنون ربهم أن يُفرغِ عليهم الصبر وأن يثبت أقدامهم.
قال تعالى:
"وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة الآية 250).
وقال تعالى:
"وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إلا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ" (سورة الأعراف الآية 126).
جعلنا الله وإياكم من الصابرين المتواصين بالحق والصبر والمرحمة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الصدق:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:25 pm

القسم الخامس

الصدق:
الصدق من أفعال الله سبحانه وتعالى، ومن أصدقُ من الله قيلاً ووعداً ووعيداً.
قال تعالى:
"قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ" (سورة آل عمران الآية 95).
وقال تعالى:
"وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ" (سورة آل عمران الآية 152).
وقال سبحانه:
"اللَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً" (سورة النساء الآية 87).
وقال أيضاً:
"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً (سورة النساء الآية 122).
وقال تعالى:
"وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنْ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوْ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَ إِنَّا لَصَادِقُونَ" (سورة الأنعام الآية 146).
وقال سبحانه وتعالى:
"وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ" (سورة الحجر الآية 64).
وقال سبحانه:
"ثُمَّ صَدَقْنَاهُمْ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ" (سورة الأنبياء الآية 9).
وقال سبحانه:
"وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً" (سورة الأحزاب الآية 22).
وقال تعالى:
"وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأرض نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ"
(سورة الزمر الآية 74).
وقال تعالى:
"لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً" (سورة الفتح الآية 27).
والصدق من صفات الأنبياء الكرام.
قال تعالى:
"يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ" (سورة يوسف الآية 46).
وقال تعالى:
"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً" (سورة مريم الآية 41).
وقال أيضاً:
"فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً. وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً" (سورة مريم الآيتان 49،50).
وقال تعالى:
"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً. وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً. وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً. وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً" (سورة مريم الآيات 54-57).
والصدق من صفات عباد الله المؤمنين المتقين، الذين يبرون ويصبرون في البأساء والضراء، ويلتزمون بالصدق، ويوفون بالعهد، ويجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم، ويضحون بالغالي والنفيس في سبيل الله.
قال تعالى:
"لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ" (سورة البقرة الآية 177).
وقال تعالى:
"الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ" (سورة آل عمران الآية 17).
وقال تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" (سورة التوبة الآية 119).
وقال تعالى:
"مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" (سورة الأحزاب الآية 23).
وقال تعالى:
"وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ" (سورة الزمر الآية 33).
وقال في الآية:
"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ" (سورة الحجرات الآية 15).
وقال سبحانه:
"لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ" (سورة الحشر الآية Cool.
والصدق أيضاً من صفات النساء المؤمنات المقربات إلى الله.
قال تعالى:
"مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" (سورة المائدة الآية 75).
وقال تعالى:
"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً" (سورة الأحزاب الآية 35).
زفي الآية التي أسلفنا قراءتها، وعدُ من الله سبحانه وتعالى للصادقين والصادقات بالمغفرة والأجر العظيم، وقد ورد مثل ذلك في القرآن الكريم في عدة مواضع فقد وعد الله الصادقين والصادقات بأن يدخلهم الجنة، ويحقق لهم أمنياتهم يوم القيامة.
قال تعالى:
"قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الآنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (سورة المائدة الآية 119).
وقال سبحانه:
"لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً" (سورة الأحزاب الآية 24).
وقال تعالى:
"وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ. لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ" (سورة الزمر الآيتان 33،34).
ومن الدعاء المأمور به في القرآن الكريم قوله تعالى:
"وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً" (سورة الإسراء الآية 80).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الصفح:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:26 pm


الصفح مرادف للعفو في بعض معانيه، ولعل فيه دلاله على تجاهل الإساءة وعدم النظر إليها بعين الاعتبار وصرف النظر عن الخطأ وتجاهله.
وقد جاء الأمر بالصفح في عدة مواضع من القرآن الكريم مقروناً بالعفو في بعضها ، وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالصفح عن مناوئيه.
قال تعالى:
"فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (سورة المائدة الآية 13).
وقال تعالى:
"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" (سورة الحجر الآية 85).
وقال تعالى:
"فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" (سورة الزخرف الآية 89).
كما أمر الله المؤمنين من عباده بالعفو والصفح ووعدهم بالرحمة والمغفرة إن هم فعلوا ذلك.
قال تعالى:
"وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (سورة البقرة الآية 109).
وقال سبحانه:
"وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة النور الآية 22).
وقال سبحانه وتعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة التغابن الآية 14).
ربنا اصفح عنا. . واغفر لنا وارحمنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الصلح:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:27 pm


الصلح أو الإصلاح وارد في القرآن الكريم بألفاظ مختلفة وبمعان متعددة، نذكر منها معنى الهداية، ومعنى إحسان العمل، ويدخل تحت هذا المعنى كلمة الصلاح ، ومعنى السعي لحل الخلاف بين الناس والتوفيق بينهم، وقد جاء الصلاح أيضاً بمعنى التقوى والفلاح وبمعنى الجودة والبر.
وسنفصل ما ورد من آيات في هذا المعنى فيما يلي سائلين من الله سبحانه وتعالى العون والتوفيق.
ففي الإصلاح بمعنى الهداية، قال تعالى عن زكريا عليه السلام:
"وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" (سورة الأنبياء الآيتان 89-90).
وفي الصلح أو الصلاح بمعنى إحسان العمل وردت آيات كثيرة فقد وعد الله التائبين عن الذنوب المصلحين لأعمالهم المعتصمين بالله المخلصين لدينه بالمغفرة والرحمة.
قال تعالى:
"إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (سورة البقرة الآية 160).
وأكد ذلك في قوله تعالى:
"إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة آل عمران الآية 89).
وقال أيضاً:
"إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً" (سورة النساء الآية 89).
وقال في الآية:
"فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة المائدة الآية 39).
وقال أيضاً:
"ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة النحل الآية 119).
وقال أيضاً:
"إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة النور الآية 5).
وقد بشر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين الصالحين بأن يذهب عنهم الخوف والحزن، فقال:
"وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" (سورة الأنعام الآية 48).
وقال أيضاً:
"يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" (سورة الأعراف الآية 35).
ووعد سبحانه وتعالى الصالحين من عباده بجنات عدن يسكنونها هم ومن صلح من أبنائهم وأزواجهم وأن يرحمهم ويقيهم السيئات.
قال سبحانه وتعالى:
"جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ"(سورة الرعد الآيتان 23،24).
وقال أيضاً:
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِي السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"(سورة غافر الآيتان 8،9).
ومن نعم الله على العبد المؤمن أن يوفقه إلى العمل الصالح وأن يصلح له ذريته.
قال تعالى:
"وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ" (سورة الأحقاف الآية 15).
وإذا اتقى المؤمن ربه وجاهد في سبيله فإنه حرى بأن ينال ما وعد الله به عباده المؤمنين المتقين من إصلاح العمل وتهيئة السبيل لنيل المغفرة والجنة.
قال تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً" ( سورة الأحزاب الآيتان 70،71).
وقال تعالى:
"قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً. وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً" (سورة محمد الآية 4-6).
والإصلاح بمعنى إحسان العمل والمعاملة والنية مأمور به في القرآن الكريم.
قال تعالى:
"وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً" (سورة النساء الآية 129).
ومما أوصى به نبي الله موسى أخاهُ هارون عليهما السلام أن يلتزم الإصلاح ويجتنب الفساد.
قال تعالى:
"وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" (سورة الأعراف الآية 142).
وكما أمر الله بالإصلاح فقد نهى عن الفساد وذم المفسدَين وندد بهم.
قال تعالى:
"فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" (سورة يونس الآية 81).
وقال سبحانه:
"فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِي. وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ" (سورة الشعراء الآيات 150-152).
وقال سبحانه وتعالى:
"وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ" (سورة النمل الآية 48).
والصلاح من صفات الأنبياء الكرام والمؤمنين الأبرار، فقد قال تعالى في صفة إبراهيم عليه السلام:
"وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ" (سورة البقرة الآية 130).
وقال عنه أيضاً:
"وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ" (سورة النحل الآية 122).
وقال سبحانه في صفة يحيى بن زكريا عليهما السلام:
"فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ" (سورة آل عمران الآية 39).
وقال في صفة عيسى عليه السلام:
"وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ" (سورة آل عمران الآية 46).
وقال في وصف قوم من المؤمنين:
"يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ" (سورة آل عمران الآية 114).
وقال سبحانه وتعالى:
"وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً" (سورة النساء الآية 69).
وقال تعالى:
"وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنْ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ" (سورة المائدة الآية 84).
ووصف الله عدداً من أنبيائه الكرام بأنهم من الصالحين وسماهم في آيات متتابعة من سورة الأنعام منها قوله وتعالى:
"وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ" (سورة الأنعام الآية 85).
وقال عن لوط عليه السلام:
"وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين" (سورة الأنبياء الآية 75)
وقال عن إسماعيل وإدريس وذي الكفل عليهم السلام:
"وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنْ الصَّالِحِينَ" (سورة الأنبياء الآية 86).
وقال أيضاً:
"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ" (سورة العنكبوت الآية 27).
وقال تعالى:
"وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ" (سورة الصافات الآية 112).
ووصف الله سبحانه وتعالى نوحاً ولوطاً بأنهما صالحين وذلك في قوله سبحانه:
"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ" (سورة التحريم الآية 10).
وقال سبحانه وتعالى في صفة يونس عليه السلام:
"فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنْ الصَّالِحِينَ" (سورة القلم الآية 50).
والصالحون يتولاهم الله بفضله ويمنحهم مغفرته ويورثهم أرضه.
قال تعالى:
"إن وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ" (سورة الأعراف الآية 196).
وقال سبحانه:
"رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً" (سورة الإسراء الآية 25).
وقال سبحانه:
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ" (سورة الأنبياء الآية 105).
والآيات القرآنية الكريمة التي تحث على الصلاح والعمل الصالح وعمل الصالحات كثيرة سنورد شواهد منها وعد الله فيها من عمل صالحاً بالأجرِ والثوابِ الوفي والأمن من الخوف وبالهداية وحسن المآب والحياة الطيبة والجزاء الحسن ودخول الجنة وتكفير السيئات وإبدالها حسنات والفلاح ومضاعفة الأجر والرزق الكريم بغير حساب والود والدرجات العلا والغفران والاستخلاف في الأرض وتبديل الخوف أمناً إلى غير ذلك مما يشمله فضل الله العظيم.
ففي الوعد بالأجر والأمن من الخوف، يقول تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" (سورة البقرة الآية 62).
وأكد سبحانه وتعالى ذلك في قوله سبحانه:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" (سورة المائدة الآية 69).
وفي الوعد بالثواب الوافي لمن عمل الصالحات، يقول تعالى:
"وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (سورة آل عمران الآية 57).
وفي الوعد بالهداية، يقول تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ"(سورة يونس الآية 9).
وفي الوعد بحسن المآب لمن عمل الصالحات، يقول تعالى:
"الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ" (سورة الرعد الآية 29).
وفي الوعد بالحياة الطيبة لمن عمل صالحاً، يقول تعالى:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيا ةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (سورة النحل الآية 97).
وفي الوعد بالجزاء الحسن والتيسير، يقول تعالى:
"وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً" (سورة الكهف الآية 88).
وفي الوعد بالجنة، يقول تعالى:
"إلاَ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَيُظْلَمُونَ شَيْئاً" (سورة مريم الآية 60).
وفي الوعد لمن عمل صالحاً، يقول تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَانُ وُدّاً" (سورة مريم الآية 96).
وفي الوعد بالدرجات العلا، يقول تعالى:
"وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى" (سورة طه الآية 75).
وفي الوعد بالدرجات العلا، يقول تعالى:
"وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى" (سورة طه الآية 82).
وفي الوعد بتكفير السيئات أو بابدالها حسنات، يقول تعالى:
"إلاَ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً" (سورة الفرقان الآية 70).
زفي الوعد بالفلاح، يقول تعالى:
"فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ" (سورة القصص الآية 67).
وفي الوعد بمضاعفة الأجر والرزق الكريم بغير حساب، يقول تعالى:
"وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً" (سورة الأحزاب الآية 31).
ويقول سبحانه:
"وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا َأَوْلاَدُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إلاَ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ" (سورة سبأ الآية 37).
ويقول تعالى:
"مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إلاَ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ" (سورة غافر الآية 40).
وفي الوعد بالاستخلاف في الأرض، يقول تعالى:
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ" (سورة النور الآية 55).
أما الصلح أو الإصلاح بمعنى التوفيق بين المتنازعين، فقد ورد فيه آيات كريمات تحث عليه.
قال تعالى:
"فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة البقرة الآية 182).
لكي ينبغي ألا يقترن الصلح بما لا يستحب من الأعمال والأقوال كالكذب واليمين التي لا موجب شرعياً لها.
قال تعالى:
"وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (سورة البقرة الآية 224).
وإذا لم يقترن الصلح بمحظور شرعاً أو لم يحل حراماً أو يحرم حلالاً فهو مرغوب.
قال تعالى:
"وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتْ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً. وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً" (سورة النساء الآيتان 128،129).
والصلح بين المسلمين واجب.
قال تعالى:
"يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأَنْفَالِ قُلْ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ" (سورة الأنفال الآية 1).
والصلح إلى جانب كونه واجباً، ينبغي أن يتم بالعدل والقسط وعدم التحيز أو قهر جانب من المتصالحين لمصلحة جانب آخر لأن الغرض منه هو إزالة الخصام والنزاع وإحلال السلام والوفاق محله، ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان الصلح عادلاً تطيب به نفس كل من المتنازعين ويقنع به ضميره، وحتى يصبح ملزماً له بقناعة ورضى واختيار، ولا يتسنى له العدول عنه، وإذا حاول أحد الأطراف التملص من الصلح ونقضه بعد قبوله إياه فإن على من توسط في الصلح أن يلزمه بإتمام الصلح بكل الوسائل المشروعة التي يحق له استخدامها لأن نقض الصلح العادل يصبح بغياً في الأرض وظُلماً للغير.
قال تعالى:
"وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (سورة الحجرات الآيتان 9،10).
اللهم اهدنا إلى صالحِ الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهدي إلى صالحها إلا أنت.. آمين..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الضيافة:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:28 pm


إكرام الضيف من السجايا العربية التي أيدها الإسلام وحث عليها واعتبرها من مكارم الأخلاق، وفي السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على إكرام الضيف وتشيد بالكرام.
وقد التزمنا في هذه الأحاديث الاقتصار على ما يرد في القرآن الكريم من حث على مكارم الأخلاق أو نهي عن مساوئها.
ومن إكرام الضيف حمايته من الأذى ومنع وقوع أي تعد عليه في جسمه أو ماله أو عرضه.
قال تعالى حكاية عن لوط عليه السلام إذ يعرض على قومه الزواج من بناته حماية لضيفه:
"وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يا قَوْمِ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ" (سورة هود الآية 78).
وقال أيضاً:
"وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ. قَالَ إِنَّ هَؤُلاَءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِي. وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِي" (سورة الحجر الآيات 6769).
وقال سبحانه:
"وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ" (سورة القمر الآية 37).
ومن إكرام الصيف الترحيب به وتقديم الميسور من الطعام إليه دون مبالغة ولا تكلف.
قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام:
"وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ" (سورة هود الآية 69).
وقال تعالى:
"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ. إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ. فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ. فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ" (سورة الذاريات الآيات 24-27).
وقد أشار القرآن إلى قوم مر بهم نبي الله موسى والخضر عليهما السلام فلم يضيفوهما بما يدل على استنكار موسى لصنيعهم.
قال تعالى:
"فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً" (سورة الكهف الآية 77).
أكرمنا الله في دنيانا وأخرانا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الطعام وآدابه:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:29 pm


سبق أن تكلمنا عن بعض آداب الأكل وما ورد منها في القرآن الكريم ،ووعدنا بأن نزيد هذا البحث إشباعاً عند الحديث عن آداب الطعام كما وردت في القرآن الكريم، وها نحن نورد ما تيسر من ذلك مما اشتمل على كلمة الطعام أو ما تصرف منها.
فقد أوضح القرآن أن ليس على المؤمنين جناح في تناول ما يشاءون من الأطعمة المباحة نوعاً ومصدراً وطريقة إعداد، ويشمل ذلك طعام أهل الكتاب.
قال تعالى:
"الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ" (سورة المائدة الآية رقم 5).
وقال سبحانه:
"لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (سورة المائدة الآية 93).
وقد استثنى القرآن بعض الأطعمة فحرم بعضها تحريماً مؤقتاً في ظروف معينة كتحريم الصيد أثناء الإحرام، وحرم بعضها تحريماً مطلقاً كالميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهل به لغير الله، كالنذور التي تذبح للأولياء أو الجن أو ما إلى ذلك، فهذه كلها محرمة إلا للضرورة القصوى فانه يحل منها ما يسد الرمق ويحفظ الحياة.
قال تعالى:
"أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (سورة المائدة الآية 96).
وقال تعالى:
"قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلاَ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة الأنعام الآية 145).
وأكل الطعام ليس نقيصة بل هو تلبية لحاجة الإنسان إلى ما يقيم أوده ليستعين بذلك على طاعة الله، وليس الإضراب عن الطعام ميزة، فها هم أولاء أنبياء الله ورسله يأكلون الطعام.
قال سبحانه وتعالى:
"مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يأكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الْآياتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" (سورة المائدة الآية 75).
وقال تعالى:
"وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إلاَ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَ يأكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ" (سورة الأنبياء الآيتان 7،Cool.
وقال تعالى:
"وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يأكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلاَ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً" (سورة الفرقان الآية 7).
وقال تعالى:
"وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ إلاَ إِنَّهُمْ لَيا كُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً" (سورة الفرقان الآية 20).
والطعام نعمة من الله أنعم بها على عباده فهو المطعم سبحانه.
قال تعالى:
"قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ" (سورة الأنعام الآية 14).
وقال سبحانه وتعالى على لسان إبراهيم عليه السلام:
"الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِي. وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي" (سورة الشعراء الآيتان 78،79).
وقال سبحانه وتعالى في سورة قريش:
"لِإِيلاَفِ قُرَيْشٍ. إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ. الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ" (سورة قريش).
ومن آداب الطعام إجابة الدعوة إليه والحضور إلى مكان الوليمة في الوقت المناسب دون تعجل سابق لأوانه ولا تأخر عن موعده، ثم الانصراف بعد تناول الطعام مباشرة دون إضجار للداعي وأهل بيته بتبادل الأحاديث.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلاَ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً" (سورة الأحزاب الآية 53).
ومن آداب الطعام إطعام البائس الفقير الذي ستر حاجته بقناعته أو الذي أظهرها بمعرة السؤال.
قال تعالى:
"لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيا مٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ" (سورة الحج الآية 28).
وقال سبحانه:
"وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة الحج الآية 36).
وقد امتدح الله أقواماً من المؤمنين الذين يجودون على من يحتاج إليه من المساكين واليتامى والأسرى وإن كانوا هم في حاجة إليه.
قال تعالى:
"وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً" (سورة الإنسان الآيتان 8،9).
وكذلك فقد ذم الله أقواماً لأنهم يتجاهلون حاجة غيرهم من الفقراء إلى الطعام، ونفى عنهم صفة الإيمان بالله واليوم الآخر وبالدين.
قال تعالى:
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيات رَبِّهِمْ إلاَ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إلاَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ" (سورة يس الآيات 4547).
وقال تعالى:
"إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ. وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ" (سورة الحاقة الآيتان 33،34).
وقال سبحانه وتعالى:
"قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ" (سورة المدثر الآيات 4347).
وقال تعالى:
"كَلا بَل لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ. وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ" (سورة الفجر الآيتان 17،18).
وقال تعالى:
"أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ. وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ" (سورة الماعون الآيات 13).
وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بإطعام المساكين واليتامى والفقراء، وجعل ذلك كفارة لبعض الخطايا والذنوب فقد جعله فدية عن عدم الصيام لمن لا يقدر عليه.
قال تعالى:
"أَياماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (سورة البقرة الآية 184).
وجعله كفارة لليمين.
فقال تعالى:
"يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاَثَةِ أَيامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة المائدة الآية 89).
وجعله فدية لقتل الصيد أثناء الإحرام.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ" (سورة المائدة الآية 95).
وجعله كفارة للظهار، وهو أن يقول الرجل لزوجته أنت عليَّ كظهر أمي، أو كقول بعض العامة مثل أمي ونحو ذلك، مما يعتبر ظهاراً محرماً لنكاح الزوجة موجباً للكفارة على من رجع في قوله، وكفارة الظهار عتق رقبة.
قال تعالى:
"فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (سورة المجادلة الآية 4).
أطعمنا الله وإياكم من الطيبات، وبارك لنا في أرزاقنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: العدل:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:30 pm


العدل مما أمر به الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، إذ به تستقيم الأمور وتسير في مسارها الصحيح، وبه تطمئن النفوس إلى نيل حقوقها واستيفائها والوفاء بها.
قال تعالى:
"إِنَّ اللَّهَ يا مُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (سورة النحل الآية 90).
وقال تعالى:
"فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ" (سورة الشورى الآية 15).
والعدل من صفات الهداة والحق.
قال تعالى:
"وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ" (سورة الأعراف الآية 159).
وقال تعالى:
"وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ" (سورة الأعراف الآية 181).
وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل في الحكم بين الناس، لأن ذلك يعيد الحقوق لأصحابها، ويقضي على أسباب العداوة والبغضاء التي قد تتولد في النفوس نتيجة التنازع والتخاصم، فإذا صدر الحكم بالعدل رضيت به نفوس المتقاضين، وزالت به خصومة المتخاصمين.
قال تعالى:
"إِنَّ اللَّهَ يأمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً" (سورة النساء الآية 58).
والعدل واجب حتى ولو كان أحد المتخاصمين عدواً للحاكم أو ولياً له، فالعداوة يجب ألا تكون مانعاً من العدل، بل لعلها توجب مزيداً من الحرص في توخي الحق واتباع العدل واجتناب الهوى والغرض، كما أن القربى والصداقة يجب ألا تكون سبباً في الظلم أو التحيز أو مجانبة العدل والإنصاف.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً" (سورة النساء الآية 135).
وقال سبحانه:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" (سورة المائدة الآية Cool.
وقال سبحانه:
"وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلاَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إلاَ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (سورة الأنعام الآية 152).
ومن العدل المطلوب، العدل في الصلح وعدم محاباة فريق على فريق أو ضغط فريق لمصلحة فريق، لأن المصلح إن لم يكن عادلاً لم يكن مقنعاً، وبالتالي فإنه لا يقضي على أسباب الخلاف، وإن كان قد يرجئ ظهوره مرة أخرى وبصورة أشد وأعنف.
قال تعالى:
"وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (سورة الحجرات الآية 9).
ومن العدل المأمور به أيضاً العدل بين الزوجات لمن أوجبت عليه ظروفه الزواج بأكثر من واحدة من النساء.
قال تعالى:
"وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا" (سورة النساء الآية 3).
وقال بعد ذلك:
"وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً" (سورة النساء الآية 129).
ومما يجب فيه العدل كتابة الدَينْ والبيوع وما إلى ذلك من المعاملات، وقد فصل القرآن الكريم قواعد كتابة الدَينْ والبيوع بصورة واضحة لا تدع مجالاً للاختلاف والتنازع ، بل تضمن الحقوق والوفاء بها، وأوجب أن يقوم بتوثيق هذه المعاملات كاتب عدل، وجعل حق الإملاء لمن عليه الحق أو وليه حتى لا يؤخذ على غرة، أو يكتب عليه مالا يعترف به، أو يدعي الجهل به أو عدم الفهم لما التزم به من حقوق وواجبات، وأوصاه بالتقوى والعدل وألا يبخس من التزاماته شيئاً.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يأبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلاَ يأبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلاَ تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إلاَ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (سورة البقرة الآية 282).
ومن العدل المأمور به، العدل في الشهادة، لأن الشهادة الصحيحة تميز الحق من الباطل، وتحفظ الحق لصاحبة. وترد المعتدي عن عدوانه.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنْ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنْ الْآثِمِينَ" (سورة المائدة الآية 106).
وقال سبحانه:
"فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَى عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً"(سورة الطلاق الآية).
ومما يجب فيع العدل، الحكم في الكفارات والفديات حتى تحفظ حقوق الله سبحانه وتعالى، ولا يضار من تقع عليه الفدية ولتبرأ ذمته من مظنة التقصير في الوفاء بما هو واجب عليه أو عدم إيفائه كاملاً.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ" (سورة المائدة الآية 95).
وقد مَيَّز الله من يحكم بالعدل ويتوخاه، وشَبَّه من يسكت عن إعلان الحق والعدل بالأبكم الذي لا يقدر على شئ ولا يستفاد منه بشيء.
قال تعالى:
"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لاَ يأتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يا مُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (سورة النحل الآية 76).
نسألك الله أن تدخلنا في زمرة من يهدون بالحق وبه يعدلون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: المعروف:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:31 pm


العرف أو المعروف هو ما تعارف عليه الناس من عمل طيب أو عادات حسنة، وهو مقبول ومرغوب فيه ما لم يخالف حكماً من أحكام الدين أو يقيد منه مطلقاً.
وقد ورد في القرآن الكريم آيات تحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال تعالى:
"وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ" (سورة آل عمران الآية 104).
وقال تعالى:
"لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إلاَ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً" (سورة النساء الآية 114).
وقال سبحانه:
"خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ" (سورة الأعراف الآية 199).
والنبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
قال تعالى:
"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجيل يأمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ" (سورة الأعراف الآية 157).
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات المؤمنين.
قال تعالى:
"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ" (سورة آل عمران الآية 110).
وقال سبحانه:
"يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ" (سورة آل عمران الآية 114).
وقال تعالى:
"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيا ءُ بَعْضٍ يأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (سورة التوبة الآية 71).
وقال تعالى في صفة المؤمنين:
"التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ" (سورة التوبة الآية 112).
وقال أيضاً:
"الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" (سورة الحج الآية 41).
- ومن وصايا لقمان لابنه:
"يا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ" (سورة لقمان الآية 17).
- ولكن المنافقين على العكس من ذلك، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.
قال تعالى:
"الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يأمرون بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ" (سورة التوبة الآية 67).
- واتباع المعروف واجب في معاملة الأقارب وخاصة الوالدين.
قال تعالى:
"كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ" (سورة البقرة الآية 180).
واتباع المعروف في معاملة النساء مما حث عليه القرآن الكريم، وأكد الأمر به في آيات متتابعات تحث على العدل مع النساء وإيتائهن حقوقهن، وإحسان معاملتهن أو تسريحهن بإحسان، وبدون أضرار حتى بعد وقوع الفراق فإنه يجب حسن المعاملة وإعطاء المطلقة حقها في اختيار شريك جديد لحياتها، والإنفاق عليها حتى تضع، وإذا قامت بحضانة ابنها ورضاعة، كما يجب أن لا يَتَّخذَ الولد وسيلة إلى الإضرار بها أو إرغامها على قول ما ليس واجباً أو التنازل عما هو حق لها.
قال تعالى:
"وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إلاَ أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ" (سورة البقرة الآيتان 228،229)
ثم قال بعد ذلك:
"وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَتُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوا آيات اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إلاَ وُسْعَهَا لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ. وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لاَ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إلاَ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ. لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ" (سورة البقرة الآيات 231-236).
ثم قال بعد ذلك:
"وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ" (سورة البقرة الآيتان 240،241).
ففي هذه الآيات الكريمات المتتابعات في سورة واحدة، وردت كلمة المعروف إحدى عشرة مرة، وقد حث القرآن على اصطناع المعروف إلى الزوجات حتى عند طلاقهن وبعد طلاقهن أو بعد فراقهن بوفاة الزوج وحث الورثة على إتمام المعروف.
وحث القرآن الكريم أيضاً على معاشرة النساء بالمعروف وعدم عضلهن لسلبهن ببعض ما يملكن من مال.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إلاَ أَنْ يأتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً" (سور النساء الآية 19).
وقال تعالى:
"وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة النساء الآية 25).
وقال أيضاً:
"أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلاَ تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاَتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى" (سورة الطلاق الآية 6).
والمعاملة بالمعروف مطلوبة حين يقع الخلاف بين الأفراد، فإن حصل تسامح وتنازل من صاحب الحق عن حقه فذلك خير، وإلا فإن له استيفاء حقه بالمعروف، وعلى الطرف الآخر أداء الحق بإحسان، وبدون تسويف أو مماطلة.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَى بِالْأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (سورة البقرة الآية 178).
واتباع المعروف مطلوب في التصرف في أموال اليتامى.
قال تعالى:
"وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا
تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيأكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً" (سورة النساء الآية 6).
وقول المعروف بما أوصى به القرآن وميزة على الصدقة التي يتبعها من أذى.
قال تعالى:
"قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ" (سورة البقرة 263).
وقال تعالى:
"وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيا ماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً" (سورة النساء الآية 5).
وقال تعالى:
"يا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً" (سورة الأحزاب الآية 32).
وقال تعالى:
"طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ" (سورة محمد الآية 21).
ولولي الأمر بل من واجبه الأمر بالمعروف، ومن حقه أن يطاع في ذلك.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَيأتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة الممتحنة الآية 12).
سألناك ربنا أن تجعلنا من الداعين إلى الخير، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: العفة:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:32 pm


العفة أو التعفف هي الترفع عن الدنايا، واجتناب ما يشين من فعل أو قول، والزهد في عرض الحياة الدنيا، وهي أيضاً حبس النفس عن شهواتها ابتغاء وجه الله.
ومن العفة الترفع عن سؤال الناس حتى مع اشتداد الحاجة، فقد امتدح الله أقواماً بالتعفف.
قال تعالى:
"لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِياءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" (سورة البقرة الآية 273).
وأوصى القرآن الكريم القيِّم على مال اليتيم بالتعفف عن الأكل منه إذا كان غنياً.
قال تعالى:
"وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيا كُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً" (سورة النساء الآية 6).
والعفة فضيلة يجب أن يتحلى بها من لم يتحلى بها من لم يتزوج ، وأن يحافظ على التحلي بها بالتعفف عن المحرمات بعد الزواج.
قال تعالى:
"وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة النور الآية 33).
وقال سبحانه:
"وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللَّاتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (سورة النور الآية 60).
ندعوك ربنا أن ترزقنا العفاف والغنى عن الناس بفضلك وكرمك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: العفو:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:33 pm


العفو من مكارم الأخلاق ، وقد اتصف الله سبحانه وتعالى بالعفو، فهو سبحانه العفو الغفور.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إلاَ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً" (سورة النساء الآية 43).
وقال تعالى:
"فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً" (سورة النساء الآية 99).
وقال تعالى:
"ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ" (سورة الحج الآية 60).
وقال سبحانه:
"الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إلاَ اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنْ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ" (سورة المجادلة الآية 2).
والعفو مع المقدرة أو عند المقدرة أسمى درجات العفو، والله سبحانه قادر على من يشاء وهو القاهر فوق عباده وهو مع قدرته العفو القدير.
قال تعالى:
"إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً" (سورة النساء الآية 149).
والعفو من نعم الله سبحانه وتعالى التي يتفضل بها على من يشاء من عباده.
قال تعالى:
"أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ" (سورة البقرة الآية 187).
وقال تعالى:
"وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ" (سورة آل عمران الآية 152).
وقال بعد ذلك:
"إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ" (سورة آل عمران الآية 155).
وقال تعالى:
"يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُبِيناً" (سورة النساء الآية 153).
وقال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ" (سورة المائدة الآية 95).
وقال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ" (سورة المائدة الآية 101).
وقال سبحانه مخاطباً رسوله الكريم محمداً عليه الصلاة والسلام:
"عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ" (سورة التوبة الآية 43).
وقال سبحانه وتعالى:
"وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" (سورة الشورى الآية 25).
وقال أيضاً:
"وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" (سورة الشورى الآية 30).
والعفو بين الناس دليل عن صدق الإيمان وسبيل إلى عمار القلوب بالمحبة والوئام، وقد أمر الله سبحانه وتعالى أنبياءه أن يعفوا عن أصحابهم، فقال:
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (سورة آل عمران الآية 159).
وقال تعالى:
"فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إلاَ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (سورة المائدة الآية 13).
وقال تعالى:
"خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ" (سورة الأعراف الآية 199).
كما أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يعفو بعضهم عن بعض ليحل بينهم السلام ويسود التآخي والوئام.
قال تعالى:
"وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يأتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (سورة البقرة الآية 109).
وقال تعالى:
"وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (سورة البقرة الآية 237)
وقال سبحانه:
"وَلاَيأتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة النور الآية 22).
ومع أن من حق من وقع عليه اعتداء أن يقابل العدوان بمثله، فإن الله سبحانه قد رجح كفة العفو والصفح.
قال تعالى:
"وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (سورة الشورى الآية 40).
وقال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة التغابن الآية 14).
وقد امتدح الله العافين عن الناس.
فقال سبحانه وتعالى:
"الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (سورة آل عمران الآية 134).
ندعو الله سبحانه وتعالى أن يشملنا بعفوه ونتلو قوله تعالى:
"لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلاَ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة الآية 286).

مستطيراً.
وقد جاء العناد في القرآن الكريم على أنه من صفات الجبابرة العتاة والكفرة الطغاة، وإذا كان هذا هو شأنه فحَرسُ بالمسلم المؤمن أن يجتنبه.
قال تعالى:
"وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيات رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ" (سورة هود الآية 59).
وقال سبحانه:
"وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ" (سورة إبراهيم الآية 15).
وقال سبحانه:
"أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ" (سورة ق الآية 24).
وقال سبحانه عن أحد عتاة الكفرة:
"كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآياتِنَا عَنِيداً" (سورة المدثر الآية 16).
جنبنا الله وإياكم العناد وهدانا إلى سبيل الرشاد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: العهد:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:34 pm


العهد مسئولية كبيرة، وإضافة العهد إلى الله وتوثيقه بالإيمان تجعله ملزماً لمن أعطاه، وتجعل نقضه مما يوجب غضب الرب سبحانه وتعالى، والإخلال بالعهد بسبب اضطراب الحياة وانعدام الثقة بين الناس وتخلخل قواعد التعامل بينهم، والعهد مسئولية جسيمة.
قال تعالى:
"وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلاَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً" (سورة الإسراء الآية 34).
وقال تعالى:
"وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً" (سورة الأحزاب الآية 15).
والوفاء بالعهد واجب، وأحق العهود بالوفاء عهد الله.
قال تعالى:
"وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلاَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إلاَ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (سورة الأنعام الآية 152).
وقال تعالى:
"وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" (سورة النحل الآية 91).
ومَن وفى بعهده مع الله فَحَريُ أن يفي الله بعهده معه، فالله سبحانه وتعالى أوفى من عاهد ولن يخلف عهده.
قال تعالى:
"يا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيايَ فَارْهَبُون" (سورة البقرة الآية 40).
وقال تعالى:
"وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إلاَ أياماً مَعْدُودَةً قُلْ اتخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (سورة البقرة الآية 80).
وقال سبحانه:
"إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجيل وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (سورة التوبة الآية 111).
والوفاء بالعهد من صفات المؤمنين الأبرار، وقد امتدح الله الموفين بعهدهم ووعدهم بالخير العميم والأجر العظيم.
قال تعالى:
" لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ" (سورة البقرة الآية 177).
وقال تعالى:
"بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (سورة آل عمران الآية 76).
وقال تعالى:
"الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ" (سورة الرعد الآية 20).
وقال سبحانه:
"مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" (سورة الأحزاب الآية 23).
وقال في صفة المؤمنين:
"وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" (سورة المؤمنون الآية Cool.
وأكد ذلك:
"وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" (سورة المعارج الآية 32).
وقال سبحانه وتعالى:
"الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً" (سورة الفتح الآية 10).
ونقض العهد والنكث به ينافي حقيقة الإيمان، وهو مذمة في الدنيا ووبال في الآخرة، وهو خسران مبين، إذ يخسر به الناكث إيمانه بالله واليوم الآخر ويخسر به ثقة الناس فيه.
قال تعالى:
"الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ" (سورة البقرة الآية 27).
وقال سبحانه:
"إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (سورة آل عمران الآية 77).
وقال تعالى:
"وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (سورة الرعد الآية 25).
وقال سبحانه:
"وَلاَ تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (سورة النحل الآية 95).
ونقض العهد من صفات الكافرين والمشركين والفاسقين.
قال تعالى:
"أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ" (سورة البقرة الآية 100).
وقال أيضاً:
"وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ" (سورة الأعراف الآية 102).
وقال تعالى:
"الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ" (سورة الأنفال الآية 56).
ومع ذلك. . فقد أوصى الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأن يحافظوا على العهد معهم ماداموا محافظين عليه إلى حين انتهاء مدته.
قال تعالى:
"بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ" (سورة التوبة الآية 1).
وقال بعد ذلك:
"إلاَ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (سورة التوبة الآية 4).
وقال أيضاً:
"كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إلاَ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (سورة التوبة الآية 7).
ثم قال بعد ذلك:
"وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ" (سورة التوبة الآية 12).
جعلنا الله جميعاً من الذين إذا عاهدوا وفوا وإذا عاهدوا وفوا وإذا وعدوا صدقوا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الغرور:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:35 pm


الغرور من الخصال الذميمة التي نهى عنها القرآن، وهو من صفات الكافرين والمفترين الذين يوحي إليهم الشيطان ويعدهم ويُمينيِهِم، ولذلك فيجب على المؤمن تجنب هذه الصفة الذميمة والحذر من اللبس بها.
قال تعالى:
"ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إلاَ أياماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ" (سورة آل عمران الآية 24).
وقال تعالى:
"أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ إِنْ الْكَافِرُونَ إلاَ فِي غُرُورٍ" (سورة الملك الآية 20).
والغرور (بفتح الغين) هو ما يغر الإنسان ويفتنه عن دينه، أو يحجب عنه الحقائق، ومن ذلك الاغترار بالحياة الدنيا وما ينال الإنسان فيها من مال أو جاه يكاد ينسيه حقيقة أنه ليس بخالد على وجه الحياة لينعم بجاهه وماله أبداً، ومن ذلك الاغترار بالدنيا ومتاعها.
قال تعالى:
"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القيامة فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحياة الدُّنْيا إلاَ مَتَاعُ الْغُرُورِ" (سورة آل عمران الآية 185).
وقال تعالى:
"وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمْ الحياة الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ" (سورة الأنعام الآية 70).
وقال تعالى:
"يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يأتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الحياة الدُّنْيا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ" (سورة الأنعام الآية 130).
وقال سبحانه:
"يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لاَ يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمْ الحياة الدُّنْيا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ" (سورة لقمان الآية 33).
وأكد ذلك بقوله:
"يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمْ الحياة الدُّنْيا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ" (سورة فاطر الآية 5).
وقال تعالى:
"ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ اتَّخَذْتُمْ آيات اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمْ الحياة الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَهُمْ يُسْتَعْتَبُونَ" (سورة الجاثية الآية 35).
وقال سبحانه:
"اعْلَمُوا أَنَّمَا الحياة الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الحياة الدُّنْيا إلاَ مَتَاعُ الْغُرُورِ" (سورة الحديد الآية 20).
والآمال الكاذبة والأمانة الخادعة مصدر الغرور والإغترار، فهي توهم الإنسان بنيل ما يتمناه في أحلام اليقظة، فإذا اصطدم بالحقائق، إذاً تلك الآمال آلام، وإذاً تلك الأماني منايا، وإذاً تلك الأحلام أضغاث وأوهام.
قال تعالى حكاية عن بعض أهل الكتاب:
"ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إلاَ أياماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ" (سورة آل عمران الآية 24).
وقال سبحانه:
"يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ" (سورة الحديد الآية 14).
ومما يغر الإنسان عن نفسه إبليس وأمثاله من شياطين الإنس والجن والظالمين.
قال تعالى:
"يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إلاَ غُرُوراً" (سورة النساء الآية 120).
وقال سبحانه:
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شياطين الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ" (سورة الأنعام الآية 112).
وقال سبحانه:
"وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إلاَ غُرُوراً" (سورة فاطر الآية 40).
وعلى المؤمن ألا يغتر بمظاهر الحياة التي يراها ميسرة للكفار، فلو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء، ونعيم الدنيا زائل وما عند الله خير وأبقى.
قال تعالى:
"لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ. مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ" (سورة آل عمران الآيتان 196،197).
وقال سبحانه:
"مَا يُجَادِلُ فِي آيات اللَّهِ إلاَ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلاَدِ" (سورة غافر الآية 4).
كفانا الله وإياكم شر الغرور وجنبنا إياه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: غض البصر والصوت:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:38 pm


مما أمر الله به في كتابه الكريم غض البصر عن التطلع إلى المفاتن في الرجال والنساء، فقد حث الله المؤمنين من الرجال أن يغضوا أبصارهم، وألا يتطلعوا إلى النساء حتى لا يقعوا في حبائلهن أو يغويهم الشيطان فيلاحقوهن بالإطراء.
قال تعالى:
"قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" (سورة النور الآية 30).
وقد حث الله النساء المؤمنات أيضاً أن يغضضن من أبصارهن فلا يتطلعن إلى الرجال الغرباء لئلا يقعن فريسة لما قد يتسلل إلى قلوبهن من الإعجاب بهم والرغبة فيهم.
قال تعالى:
"وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة النور الآية 31).
وغض الصوت من السمات التي يتحلى بها الإنسان الوقور، وهو بحضور من يجب احترامه دليل على الأدب والحياء وعمار القلب بالتقوى والإيمان.
قال تعالى:
"وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ" (سورة لقمان الآية 19).
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ" (سورة الحجرات الآية 3).
جعلنا الله وإياكم ممن يغضون أبصارهم وأصواتهم ويحلون بجميل الصفات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الفخر:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:39 pm


الفخر أو التفاخر هو إعجاب المرء بذاته أو بما ملك من مال أو جاه.
قال تعالى:
"اعْلَمُوا أَنَّمَا الحياة الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الحياة الدُّنْيا إلاَ مَتَاعُ الْغُرُورِ" (سورة الحديد الآية 20).
وهو أمر مذموم، وقد صرح القرآن الكريم بأن الله سبحانه وتعالى لا يحب كل مختال فخور فرح بنفسه.
قال تعالى:
"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" (سورة النساء الآية 36).
وقال سبحانه:
"وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ" (سورة هود الآية 10).
وقال تعالى:
"وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" (سورة لقمان الآية 18).
وقال سبحانه:
"لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" (سورة الحديد الآية 23).
اللهم جنبنا الفخر بالأحساب والأنساب واجعلنا من عبادك المقربين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الكبر:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:40 pm


الكبر والاستكبار والتكبر بمعنى واحد وهو التعالي على الناس والتعاظم عليهم، وهو مما نهى عنه الله سبحانه وتعالى في القرآن وبين سوء عاقبته ووبال أمره.
والكبر لا يليق بأحد من خلق الله، فالله سبحانه وتعالى هو المتكبر بحق، لأنه هو الذي خلق الكون كله وأبدعه وصوره، فله الفضل والمنة، أما غيره فهم خلق من خلقه لا يجوز لهم ما يجوز للخالق جل وعلا، وقد سمى الله سبحانه وتعالى نفسه المتكبر.
قال سبحانه وتعالى:
"هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلاَ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (سورة الحشر الآية 23).
وإذا اتصف أحد من الخلق بهذه الصفة فإنه يكون قد عدا طوره وتجاوز حده واستحق أن يلقى من الله جزاءه بإدخاله جهنم وبئس المصير، وهو مثوى المتكبرين.
قال تعالى:
"فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ" (سورة النحل الآية 29).
وقال تعالى:
"وَيَوْمَ القيامة تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ" (سورة الزمر الآية 60).
وقال أيضاً:
"وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ" (سورة غافر الآية 27).
وقال سبحانه أيضاً:
"الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيات اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ" (سورة غافر الآية 35).
وقال أيضاً:
"ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ" (سورة غافر الآية 76).
ومن أسوأ أنواع الكبر وأهواله الاستكبار عن عبادة الله سبحانه وتعالى، وعن إطاعة أوامره، واجتناب نواهيه، وقد فعل ذلك إبليس فباء بغضب من الله.
قال تعالى:
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إلاَ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة الآية 34).
وقال سبحانه:
"إلاَ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ. قَالَ يا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ" (سورة ص الآيتان 74،75).
ولما استكبر إبليس وعصى أمر ربه أخرجه من الجنة ووصمه بالصغار.
قال تعالى:
"قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ" (سورة الأعراف الآية 13).
وقد استكبر الكفار عن عباده الله وعن الاستجابة لدعوة الرسل الذين يدعونهم إلى الحق والتوحيد فاستحق المتكبرون الجزاء على كفرهم واستكبارهم واعتدائهم على أنبيائهم.
قال تعالى:
"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ" (سورة البقرة الآية 87).
وقال سبحانه:
"فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً" (سورة النساء الآية 173).
وقال سبحانه:
"إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ. لاَ جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ" (سورة النحل الآيتان 22،23).
وقال سبحانه:
"وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدْ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً" (سورة الفرقان الآية 21).
وقال تعالى:
"اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إلاَ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلاَ سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً" (سورة فاطر الآية 43).

وقال سبحانه:
"إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إلاَ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ" (سورة الصافات الآية 35).
وقال سبحانه:
"وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" (سورة غافر الآية 60).
وقال تعالى:
"وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حياتكم الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ" (سورة الأحقاف الآية 20).
وقال تعالى:
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ" (سورة المنافقون الآية 5).
ومما يدل على جهل الكفار وعدم تكفيرهم إعراضهم عن آيات الله واستكبارهم عن الاستماع إليها والتفكير في معانيها وانصرافهم عن ذلك إلى اختلاق الأقاويل، فجزاؤهم العذاب الأليم في نار جهنم جزاء كفرهم وعنادهم وإعراضهم واستكبارهم.
قال تعالى:
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ" (سورة الأنعام الآية 93).
قال تعالى:
"وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (سورة الأعراف الآية 36).
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ" (سورة الأعراف الآية 40).
وقال تعالى:
"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آياتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" (سورة لقمان الآية 7).
وقال تعالى:
"بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آياتي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ" (سورة الزمر الآية 59).
وقال سبحانه:
يَسْمَعُ آيات اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" (سورة الجاثية الآية Cool.
وقال سبحانه:
"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (سورة الأحقاف الآية 10).
وقال سبحانه في وصف أحد كفار قريش الذي استمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ آيات القرآن:
"ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ. فَقَالَ إِنْ هَذَا إلاَ سِحْرٌ يُؤْثَرُ" (سورة المدثر الآيتان 23،24).
ومن كان هذا شأنه من التكبر والعتو والإعراض عن آيات الله فقد استحق أن تصرف عنه هذه الآيات جزاء تكذيبه بها وغفلته عنها.
قال تعالى:
"سَأَصْرِفُ عَنْ آياتي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَ يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتنا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ" (سورة الأعراف الآية 146).
وقد نص القرآن الكريم أنباء الأمم الذين استكبروا عن إجابة دعوة الرسل الذين دعوهم إلى الحق وتوحيد الله.
فقال سبحانه وتعالى عن قوم صالح:
"قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ. قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ" (سورة الأعراف الآيتان 75،76).
وقال عن أهل مدين:
"قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ" (سورة الأعراف الآية 88).
وكذب فرعون وأتباعه وعصوا نبيهم موسى عليه السلام، فعجل الله لهم الجزاء في الدنيا وأوعدهم بالجزاء في الدنيا وأوعدهم بالجزاء في الآخرة.
قال تعالى:
"فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيات مُفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ" (سورة الأعراف الآية 133).
وقال تعالى:
"ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآياتنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ" (سورة يونس الآية 75).
وقال تعالى عن فرعون:
"وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ" (سورة القصص الآية 39).
وقال عنهم:
"إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ" (سورة المؤمنون الآية 46).
وقال عنهم أيضاً:
"وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ" (سورة العنكبوت الآية 39).
واستكبرت عاد عن الحق واعتدت بقوتها فعذبها الله وأهلكها بالريح.
قال تعالى:
"فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتنا يَجْحَدُونَ" (سورة فصلت الآية 15).
وكذلك استكبر قوم نوح فعذبهم الله بالطوفان.
قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:
"وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثيابهم وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً" (سورة نوح الآية 7).
أما المؤمنون بالله من أنبيائه وملائكته والصالحين من عباده فإنهم لا يستكبرون عن عبادة الله سبحانه وتعالى ولا يتعالون على خلقه.
قال تعالى:
"لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً" (سورة النساء الآية 172).
وقال تعالى:
"لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" (سورة المائدة الآية 82).
وقال سبحانه:
"وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلاَئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" (سورة النحل الآية 49).
وقال تعالى:
"وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ" (سورة الأنبياء الآية 19).
وقال تعالى:
"إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتنا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" (سورة السجدة الآية 15).
وقال تعالى:
"فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ" (سورة فصلت الآية 38).
وقد صور القرآن الكريم الحوار الذي يجري يوم القيامة بين المستضعفين في الدنيا وبين المستكبرين فيها الذين لم يغن عنهم كبرهم بل أورثهم الذل والصغار يوم القيامة وجعلهم يتوددون إلى من كانوا يستضعفون.
قال تعالى:
"وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ" (سورة إبراهيم الآية 21).
وقال تعالى:
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلاَ أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ. قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنْ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ. وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلاَلَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إلاَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (سورة سبأ الآيات 31-33).
وقال سبحانه:
"وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنْ النَّارِ. قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ" (سورة غافر الآيتان 47،48).
جعلنا الله وإياكم من الذين يسبحونه ويسجدون له ولا يستكبرون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الكِتمان:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:42 pm


كتمان السر من عوامل النجاح في الحياة، فقد جاء في الأثر"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".
وبطبيعة الحال وتمشياً مع قواعد الشريعة الإسلامية وآدابها فإن الكتمان يكون مشروعاً وجائزاً، وقد يكون مرغوباَ فيه إذا كان وسيلة لأمر مباج أو مشروع، وكان للكتمان مبرر من خوف اعتداء على النفس أو المال أو العرض أو التعرض للأذى، أو كان في الكتمان فائدة لا تعود بضرر على أحد.
قال تعالى:
"وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ" (سورة غافر الآية 28).
أما إذا كان الهدف غير جائز ولا مشروع فالوسيلة إليه تكون كذلك، ولذلك فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن كتم الحق، لأن في ذلك غمطاً له وتقوية للباطل، وتمكيناً للمبطل من استثمار باطله، والأمن من انكشاف أمره فيستمر في غيِّهِ ولا برعوي عن جهله.
قال تعالى:
"وَلاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (سورة البقرة الآية 42).
وقال تعالى:
"يا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (سورة آل عمران الآية 71).
كما أمر القرآن الكريم بتبين الحق وعدم كتمانه وندد بمن يكتم الحق.
قال تعالى:
"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (سورة البقرة الآية 146).
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ" (سورة البقرة الآية 159).
وقال سبحانه:
"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يأكلون فِي بُطُونِهِمْ إلاَ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ القيامة وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (سورة البقرة الآية 174).
وقال سبحانه:
"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ" (سورة آل عمران الآية 187).
ومن الكتمان غير المشروع كتمان نعمة الله على عباده، والتظاهر بالفقر والعوز بغير الواقع، مما قد يعتبر كفراً للنعمة.
قال تعالى:
"الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيأمرون النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً" (سورة النساء الآية 37).
ومن الكتمان غير الجائز كتم الشهادة، لأن في ذلك إضاعة للحقوق وإهداراً للمصالح المشروعة، وهو ظلم صريح لصاحب الحق، وإثم في قلب من يفعله.
قال تعالى:
"أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (سورة البقرة الآية 140).
وقال تعالى أيضاً:
"وَإِنْ كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تجِدُوا كَاتِباً فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" (سورة البقرة الآية 283).
وقال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنْ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنْ الْآثِمِينَ" (سورة المائدة الآية 106).
ومن الكتمان غير الجائز كتم المرأة لما خلق الله في رحمها من جنين لأن في ذلك خلطاَ للأنساب وتورطاً في الشبهات، وسبيلاً للوقوع في النكاح المحرم.
قال تعالى:
"وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (سورة البقرة الآية 228).
ومن الغباء تصور الإنسان أن ما يكتمه عن الناس لا يعلمه الله، فالله سبحانه وتعالى علام الغيوب، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، ويعلم ما يحدِّث به المرء نفسه قبل أن ينطق به لسانه، ولكن بعض الناس يتجاهل هذه الحقيقة الناصعة ويوهم نفسه بأنه ما دام قد كتم سره في نفسه فإنه كتمه حتى على الله، وهو في ذلك واهم.
قال تعالى:
"قَالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ" (سورة البقرة الآية 33).
وقال سبحانه وتعالى:
"وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ" (سورة البقرة الآية 72).
وقال تعالى:
"وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ" (سورة آل عمران الآية 167).
وقال تعالى:
"وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ" (سورة المائدة الآية 61).
وقال سبحانه:
"إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنْ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ" (سورة الأنبياء الآية 110).
وقال تعالى:
"لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ" (سورة النور الآية 29).
ولكن هؤلاء الذين يتصورون أنهم يستطيعون أن يكتموا أسرارهم عن الله سوف يندمون على هذا وعلى ما اقترفوه من كفر بالله وعصيان للرسول.
قال تعالى:
"يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الْأَرْضُ وَلا َيَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً" (سورة النساء الآية 42).
اللهم يا مَن تعلم خائنه الأعين وما تخفي الصدور، اهدنا صراطك المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الكذب:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:44 pm


الكذب من الصفات المنافية لمكارم الأخلاق، وقد نهى عنه القرآن الكريم وحذر من عواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة، فهو في الدنيا يزعزع ثقة الناس فيمن يتصف به فلا يثقون بوعوده ولا يصدقون أقواله، وهو في الآخرة يقود إلى النار.
والكذب من صفات الكفار والمنافقين، الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، والذين لا يؤمنون بالله ولا بآياته.
قال تعالى:
"بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (سورة الأنعام الآية 28).
وقال تعالى:
"إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيات اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ" (سورة النحل الآية 39).
وقال أيضاً:
"إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيات اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ" (سورة النحل الآية 105).
وقال سبحانه:
"بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (سورة المؤمنون الآية 90).
وقال سبحانه وتعالى:
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايا كُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايا هُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (سورة العنكبوت الآية 12).
وقال سبحانه:
"أَلَمْ تَرى إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (سورة الحشر الآية 11).
وقال سبحانه:
"إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ" (سورة المنافقون مستهل السورة).
ومن أشد أنواع الكذب مقتاً وأعظمها مجلبة لسخط الله، الكذبُ على الله عز وجل، والقولُ عليه بغير الحق، وهو كفر يستحق صاحبه العذاب الشديد يوم القيامة.
قال تعالى:
"وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إلاَ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (سورة آل عمران الآية 75).
وقال تعالى:
"وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (سورة آل عمران الآية 78).
وقال تعالى:
"مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ" (سورة المائدة الآية 103).
وقال تعالى:
"وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ القيامة إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ" (سورة يونس الآية 60).
وقال تعالى:
"قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ. مَتَاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمْ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ" (سورة يونس الآيات 69،70).
وقال سبحانه:
"وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. مَا قُلْتُ لَهُمْ إلاَ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (سورة المائدة الآيتان 116،117).
والكذب على الله ظلم للنفس، وتحميل لها بما لا تطيق من مسئوليات جسيمة، وهو ظلم للحق والحقيقة بإخفائها وحجبهما عن الناس، وهو ظلم للغير بتزويده بمعلومات خاطئة، وهو إثم مبين لا يفلح صاحبه يوم القيامة بل يصلى عذاب الهوان في نار جهنم، وهو جريمة في حق النفس وحق الغير.
قال تعالى:
"فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ" (سورة آل عمران الآية 94).
وقال تعالى:
"انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً" (سورة النساء الآية 50).
وقال تعالى:
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آياتهِ تَسْتَكْبِرُونَ" (سورة الأنعام الآية 93).
وقال أيضاً:
"وَمِنْ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمْ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (سورة الأنعام الآية 144).
وقال سبحانه:
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" (سورة هود الآية 18).
وقال في الآية:
"هَؤُلاَءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يأتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً" (سورة الكهف الآية 15).
وقال سبحانه:
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ" (سورة العنكبوت الآية 68).
وقال سبحانه:
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلاَمِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (سورة الصف الآية 7).
ومن افترى على الله الكذب فقد استحق العزاب وباء بالخيبة.
قال تعالى:
"قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى" (سورة طه الآية 61).
والكذب في حد ذاته ممقوت، فإذا كانت الكذبة ممجوجة وغير مقبولة عقلاً ولا منطقاً فإن إثمها أكبر وخذيها أعظم.
قال تعالى:
"وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً. مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إلاَ كَذِباً" (سورة الكهف الآيتان 4،5).
وقال تعالى:
"وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمْ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمْ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمْ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ" (سورة النحل الآية 62).
وقال سبحانه:
"أَلاَ إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ. وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (سورة الصافات الآيتان 151،152).
وإذا أكد الكذاب كذبته بالإيمان الفاجرة فإن ذلك لا يزيدها إلا مقتاً، ولا يكسب صاحبها إلا مزيداًً من الوباء والخسران.
قال تعالى:
"لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمْ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (سورة التوبة الآية 42).
وقال أيضاً:
"وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إلاَ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (سورة التوبة الآية 107).
وقال تعالى:
"أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (سورة المجادلة الآية 14).
وقال سبحانه:
"يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلاَإِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ" (سورة المجادلة الآية 18).
والكاذب ينظر إلى الغير في مرآة نفسه، فيَصم غيره بالكذب، ويتهمه بالافتراء والجنون، ويقابله بالسخرية كما يقول المثل "رمتني بدائها وانسلت".
"إِنْ هُوَ إلاَ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ" (سورة المؤمنون الآية 38).
وقال أيضاً:
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ. أفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلاَلِ الْبَعِيدِ" (سورة سبأ الآيتان 7،Cool.
وقال سبحانه:
"وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ" (سورة ص الآية 4).
وقال سبحانه:
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتنا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ. إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ" (سورة غافر الآيتان 23،24).
وقال تعالى:
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَأْ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" (سورة الشورى الآية 24).
وقال تعالى:
"أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ. سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنْ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ" (سورة القمر الآيتان 25،26).
والكاذب محروم من هداية الله لاتباعه طريق الكذب المؤدي إلى الخسران والضلال وانحرافه عن جادة الحق والصواب.
قال تعالى:
"أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إلاَ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ" (سورة الزمر الآية 3).
وقال سبحانه:
"وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ" (سورة غافر الآية 28).
والاستماع إلى الكذب مكروه لأن مداومة الاستماع إليه مدعاة لتصديقه وترديده وترويجه بين الناس، وقد يلتقط بعض السامعين الأحاديث الكاذبة، ويرويها دون أن يبين حقيقتها فيأخذها غيره ويرويها على أنها أحاديث صادقة وحقائق واقعة، وقد يؤذي الاستماع إلى الباطل والأكاذيب إلى استقرار شئ منها في النفس ولو بدون قصد.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يأتوك يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (سورة المائدة الآيتان 41،42).
والشياطين تنشر الأكاذيب وتزعم أنها تستمع إلى أحاديث السماء فتحدث الناس بأشياء قد يكون بعضها صحيحاً بمحض المصادفة فيصدق الجهلة كل ما قالوه من أكاذيب.
قال تعالى:
"هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشياطين. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ. يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ" (سورة الشعراء الآيات 221223).
جنبنا الله وإياكم الكذب وشروره وثبت قلوبنا على الصدق والإيمان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الكيد:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:45 pm


الكيد من الأعمال المنافية لمكارم الأخلاق، وهو من خلائق الكافرين والخونة المارقين والطغاة الظالمين والسحرة المشعوذين.
قال تعالى:
"ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ" (سورة الأنفال الآية 18).
وقال سبحانه:
"وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ" (سورة يوسف الآية 52).
وقال تعالى:
"فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى" (سورة طه الآية 60).
وقال أيضاً:
"فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنْ اسْتَعْلَى" (سورة طه الآية 64).
وقال أيضاً:
"وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى" (سورة طه الآية 69).
ومما اتصف به الشيطان الرجيم الكيد لعباد الله، والسعي لإضلالهم وإغوائهم ، وإغرائهم بارتكاب المعاصي.
قال تعالى:
"الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً" (سورة النساء الآية 76).
وقد حذر القرآن من كيد النساء، ومن الطريف أنه بينما وصف القرآن كيد الشيطان على ما فيه من مكر ودهاء بأنه كيد ضعيف، فقد وصف كيد النساء بأنه عظيم، ذلك لأن الشيطان للإنسان عدو مبين ظاهر العداوة، والمؤمن يستعيذ منه بالله سبحانه وتعالى، ويحاذر من وساوسه، ويتغلب عليها بالإيمان، ولكن المرأة تتسلل إلى قلب الرجل من مواطن ضعفه إزاء جمالها وفتنتها وسحر حديثها ، فتوقعه في المصاعب وتورطه في المتاعب ويستسلم لإغرائها ويقع في حبائلها.
قال تعالى:
"فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" (سورة يوسف الآية 28).
وقال تعالى:
"كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ. قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلْ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ" (سورة يونس الآيتان 33،34).
وقال تعالى:
"قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ. فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (سورة يوسف الآيتان 33،34)
وقال أيضاً:
"وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ" (سورة يوسف الآية 50).
ومما قصه علينا القرآن كيد إخوة نبي الله يوسف عليه السلام له عندما رأوا حب أبيه له وتعلقه له.
قال تعالى:
"قَالَ يا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى اخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ" (سورة يوسف الآية 5).
ولكن إذا أصر الكفار على عنادهم وكيدهم لله سبحانه وتعالى ولأنبيائه ولدعاه الخير من المؤمنين، فإن بالإمكان مقابلة كيدهم بمثله، وهو في هذا الحالة إنما يسمى كيداَ من باب المطابقة في التسمية، كما جاء في القرآن الكريم تسمية الرد على السيئة بأنه سيئة، والرد على الاعتداء بأنه اعتداء، وما هما كذلك في واقع الحال، ولكن أطلق عليها ذلك للمطابقة في التسمية وللتحذير من مغبة السوء وشر الاعتداء، ومن هذا القبيل ما يقوم به الأنبياء والمؤمنون من مقابلة الكيد بمثله.
قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام:
"وَتَاللَّهِ لأكيدّنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ" (سورة الأنبياء الآية 57).
وقد تحدى القرآن الكافرين أن يكيدوا ما استطاعوا، فهم لن يقدروا على شئ.
قال تعالى:
"أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِي فَلاَ تُنظِرُونِي" (سورة الأعراف الآية 195).
وقال تعالى:
"إِنْ نَقُولُ إلاَ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ. مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنْظِرُونِي" (سورة هود الآيتان 54،55).
وقال تعالى:
"مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ" (سورة الحج الآية 15).
وقال سبحانه:
"فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِي" (سورة المرسلات الآية 39).
وقد بيَّنَ القرآن أن كيد الكافرين في ضلال وتباب وتضليل.
قال تعالى:
"فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إلاَ فِي ضَلاَلٍ" (سورة غافر الآية 25).
وقال سبحانه:
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ يا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إلاَ فِي تَبَابٍ" (سورة غافر الآيتان 36،37).
وقال سبحانه:
"أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ" (سورة الفيل مستهل السورة).
وقد جزى الله الكائدين بأن رد كيدهم في نحورهم، وجعلهم الأخسرين والأسفلين والمكيدين.
قال تعالى:
"وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الْأَخْسَرِينَ" (سورة الأنبياء الآية 70).
وقال تعالى:
"فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الْأَسْفَلِينَ" (سورة الصافات الآية 98).
وقال تعالى:
"يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمْ الْمَكِيدُونَ" (سورة الطور الآية 42).
وأوضح القرآن الكريم أن كيد الكافرين لن يضر المؤمنين الذين يعتصمون بالصبر والتقوى، ولن يفيد الكائدين في شئ.
قال تعالى:
"إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" (سورة آل عمران الآية 120).
وقال تعالى:
"يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَهُمْ يُنصَرُونَ" (سورة الطور الآية 46).
ولكن الكافرين لا يكفون عن عنادهم ويصرون على نصب المكائد ، فجزاهم الله بكيدهم كيداَ لا يستطيعون صده أو الوقوف إزاءه، وإن كان الله سبحانه وتعالى قد أرجأ خذلانهم فإنه سبحانه يمهل ولا يهمل، وهو يملي للكافرين حتى إذا لجوا في غيهم وضلالهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر.

قال تعالى:
"وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ" (سورة الأعراف الآية 183).
وأكد ذلك:
"وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ" (سورة القلم الآية 45).
وقال تعالى:
"إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً. وَأَكِيدُ كَيْداً. فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً" (سورة الطارق الآيات 15-17).
أعاذنا الله وإياكم من شر كل كائد وحاسد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: المن:    مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:46 pm

المن يجئ بمعنى الإحسان وفعل الخير وصنع الجميل، وقد يجئ بمعنى تذكير الإنسان بما أسدى إليه من إحسان أو خير وما صُنع إليه من جميل.
و المنة لله سبحانه وتعالى، فهو المنعم المفضل على عباده، الذي يمن على مَن يشاء منهم بأن يهديهم أو يقيهم من العذاب أو يرزقهم، وهو الذي يمن عليهم بأن يذكرهم بما أفضل به عليهم ليشكروه ويحمدوه ويخلصوا في عبادته فيكون في ذلك فلاح لهم في الدنيا ونجاة في الآخرة.
قال تعالى:
"لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ" (سورة آل عمران الآية 164)
وقال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الحياة الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً" (سورة النساء الآية 94).
وقال تعالى:
"وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاَءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ" (سورة الأنعام الآية 53).
وقال سبحانه:
"وَمَا يأتيهم مِنْ رَسُولٍ إلاَ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" (سورة إبراهيم الآية 11).
وقال تعالى:
"وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ" (سورة القصص الآية 5)
وقال أيضاً:
"وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ" (سورة القصص الآية 82).
وقال تعالى:
"يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاَتَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ" (سورة الحجرات الآية 17).
وقال سبحانه:
"فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ" (سورة الطور الآية 27).
وقد مَنَّ الله سبحانه وتعالى على يوسف وأخيه بأن جمع شملهما بعد أن فرق بينهما كيد أخوته لهما.
قال تعالى:
"قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَيُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (سورة يوسف الآية 90).
ومن الله على موسى عليه السلام مرتين، مرة بأن رده إلى أمه بعد أن قذفته في اليم، ومرة بأن جعل له وزيراً من أهله هارون أخاه.
قال تعالى:
"وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى. إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى. أَنْ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يا خُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي" (سورة طه الآيات 37-39).
كما مَنَّ الله عليه وعلى أخيه هارون أيضاَ بأن نجاهما من بطش فرعون وجنوده ونصرهما عليهم.
قال تعالى:
"وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ. وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ. وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ. وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ. وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ" (سورة الصافات الآيات 114-119).
وإذا كان لله سبحانه وتعالى أن يمن على عباده بما أنعم عليهم فليس أن يمن بعضهم على بعض بما أسدى من جميل أو ما صنع من بر، لأن المن بين البشر قد يؤذي إلى رد فعل سيئ في نفس الممنون عليه، ويشعره بالمذلة والهوان، وقد يدفعه ذلك إلى مقابله الإحسان بالشر، كما أن المن يذهب بفضل البر كما يذهب المطر الشديد بالتراب من فوق الصخر، والمن يبطل مفعول البر ويقلل من ثوابه.
قال تعالى:
" الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنّاً وَلاَ أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَهُمْ يَحْزَنُونَ" (سورة البقرة الآية 262).
وقال بعد ذلك:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة الآية 264).
وقد نهى الله سبحانه وتعالى نبيه مجمداً عليه السلام عن المن.
قال تعالى:
"وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ" (سورة المدثر الآية 6).
ومن إكرام الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم ولعباده المؤمنين العاملين للصالحات أن يجزيهم أجراً غير ممنون عليهم.
قال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم:
"وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ" (سورة القلم الآية 3).
وقال سبحانه:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ" (سورة فصلت الآية Cool.
وقال أيضاً:
"إلاَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ" (سورة الإنشقاق الآية 25).
وقال تعالى:
"إلاَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ" (سورة التين الآية 6).
جعلنا الله وإياكم ممن عليهم بفضله ويشملهم بعفوه وكرمه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الهمز واللمز:   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:46 pm


الهمز هو السخرية من الناس بالإشارة، كتحريك اليد قرب الرأس إشارة إلى الوصف بالجنون، أو الوغض بالعين رمزاً للاستخفاف أو نحو ذلك من الحركات.
واللمز هو السخرية من الناس بالقول كتسمية الشخص باسم يدل على عاهة فيه أو مرض أو اتهامه بخليقة سيئة، أو التعريض بذلك.
وكل ذلك يتنافى مع مكارم الأخلاق، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عنه في القرآن الكريم، فقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يستعيذ من همزات الشياطين وما يقومون به من حركات أو يخيلونه إلى الإنسان من أعمال.
قال تعالى:
"وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ" (سورة المؤمنون الآية 97).
ونهى الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم عن الاستماع إلى الهمازين النمامين أو الالتفاف إليهم.
قال تعالى:
"وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ" (سورة القلم الآية 10،11).
وتوعد الله الهمازين اللمازين بالويل والثبور.
قال تعالى:
"وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ" (سورة الهمزة، مستهل السورة).
وقد نهى القرآن الكريم عن اللمز والتنابز بالألقاب.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ" (سورة الحجرات الآية 11).
وندد القرآن باللمازين الذين يلمزون النبي أو المؤمنين، وسخر منهم وأوعدهم بالعذاب.
قال تعالى:
"وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ" (سورة التوبة الآية 58).
وقال أيضاً:
"الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إلاَ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (سورة التوبة الآيتان 79،80).
نعوذ بك من الهمز واللمز ومن الحسد والنميمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hany1
المشرف العام
المشرف العام



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 30/09/2011

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: مكارم الأخلاق في القرآن الكريم   مكارم الأخلاق في القرآن الكريم Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 10:49 pm


الهمز هو السخرية من الناس بالإشارة، كتحريك اليد قرب الرأس إشارة إلى الوصف بالجنون، أو الوغض بالعين رمزاً للاستخفاف أو نحو ذلك من الحركات.
واللمز هو السخرية من الناس بالقول كتسمية الشخص باسم يدل على عاهة فيه أو مرض أو اتهامه بخليقة سيئة، أو التعريض بذلك.
وكل ذلك يتنافى مع مكارم الأخلاق، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عنه في القرآن الكريم، فقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يستعيذ من همزات الشياطين وما يقومون به من حركات أو يخيلونه إلى الإنسان من أعمال.
قال تعالى:
"وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ" (سورة المؤمنون الآية 97).
ونهى الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم عن الاستماع إلى الهمازين النمامين أو الالتفاف إليهم.
قال تعالى:
"وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ" (سورة القلم الآية 10،11).
وتوعد الله الهمازين اللمازين بالويل والثبور.
قال تعالى:
"وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ" (سورة الهمزة، مستهل السورة).
وقد نهى القرآن الكريم عن اللمز والتنابز بالألقاب.
قال تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ" (سورة الحجرات الآية 11).
وندد القرآن باللمازين الذين يلمزون النبي أو المؤمنين، وسخر منهم وأوعدهم بالعذاب.
قال تعالى:
"وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ" (سورة التوبة الآية 58).
وقال أيضاً:
"الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إلاَ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (سورة التوبة الآيتان 79،80).
نعوذ بك من الهمز واللمز ومن الحسد والنميمة.
ونسآلكم الدعاء |هانى الشرقاوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مكارم الأخلاق في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  معلومات قيمه عن القران الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞♥ஜ منتدى صعوبات التعلم- عسر قراءة وكتابة ஜ♥۞  :: ♥القسم الاسلامى♥ :: أسلاميات-
انتقل الى: