بين الطمع والامتنان

الناس أصبحت مهووسة بأمر المال هذه الأيام.. الجميع يفكر في من يملكه، من سرقه، ومن الذي يستحقه، والجميع يتساءل عن كيفية الحصول على بعض منه، واحدة من المهارات التي يمكن أن تمتلكها لتساعدك في امتلاك حياة ناجحة ومتوازنة هو تعلم كيفية التفكير بوضوح بشأن المال.

ربما كنت قد شاهدت الفيديو على فيس بوك، فأنا قد رأيته هذا الصباح قبل أن أجلس لكتابة هذه المقالة، حيث تدور أحداث الفيديو في مطار القاهرة الدولي، ومفتشين المطار يبحثون في حقيبة أحد المسافرين الذي يهم بمغادرة البلاد، والمفتشين قد وجدوا حرفياً تلال من الأموال، بعملات مصرية، وسعودية، وأوروبية، واسترالية، وبعملات أخرى مختلفة لا تعد ولا تحصى، في كل مكان.

وقد قام بخياطتها في ملابسه، وطواها في ملاءات وبطاطين بعناية، ووضعها كذلك في بطانة حقيبة السفر الخاصة به، وتلقى الرجل عبارات لوم لا تحصى من الرجال الذين يخرجون الأموال من عينة: "حرام عليك بجد".. ومع الأسف أصبح الجشع وحب المال إحدى حقائق عصرنا هذا.

ما هو الطمع؟
وفقا لتعريف واحد، فالجشع هو الرغبة المفرطة في امتلاك الثروة أو البضائع بنية الاحتفاظ بها شخصياً.

والرجل الذي وصفته وظهر في الفيديو على فيس بوك، أو غيره من الأمثلة التي لا تحصى والذين يسرقون ويكتنزون الثروات في هذه الأوقات المضطربة، من الأمثلة الحية على الجشع.

ويعتبر الجشع في كل الأديان تقريباً موازيًا لخطيئة التبذير، ويظهر الجشع على أنه رغبة مفرطة والسعي وراء الثروة، والسلطة.

ونفسياً، الجشع هو الرغبة المفرطة لامتلاك المزيد من الثروة المادية أكثر مما يستحق الشخص.

علاج الجشع هو الامتنان:
هذه حقيقة قد وجدتها جديرة بالامتنان، فعلى الرغم من أن هناك بعض الأشخاص يملكون الثروات ألا أنهم لا يشعرون بأنهم أثرياء، وينارسون الجشع في حياتهم اليومية، ويتحججون بأنهم لا يملكون ما يكفيهم، وعكس الجشع هو الامتنان.

فعندما تعوّد نفسك على الامتنان، ستختلف رؤيتك للعالم من حولك، وبدلا من التركيز على ما لا تملكه وكيفية الحصول عليه؛ ستلتفت أكثر إلى ما تملكه بالفعل.

والامتنان -مثلما يرى خبير التنمية البشرية ستيف بافلينا- يساوي ثروة، والثروة تساوي الامتنان، يقول بافلينا: "وإذا كنت ممتنا حقا؛ ربما كنت تشعر بالثروة كذلك، بغض النظر عن وضعك المالي الحقيقي".

تطبيق الامتنان في حياتك اليومية:
هناك مستويان من تطبيق الامتنان، أول مستوى هو أن تشكر الله على الأشياء التي لديك في حياتك مثل منزلك، وعائلتك، وملابسك، والطعام، ويمكنك تطبيق الامتنان في هذا المستوى بأن تقول الحمد لله كثيراً على مدار اليوم.

المستوى الأقوى من الامتنان والأكثر صعوبة ولكن مكافأته أكثر من ذلك بكثير، هو المستوى الذي يشير إليه بافلينا باسم "الامتنان الشامل"، فحاولي أن تكونِ شاكرة لامتلاكك هذه الأشياء المذكورة بالأسفل، وآمل أن تساعدك هذه الطريقة في تغيير منظورك الخاص للحياة.

أما الناس الذين يتبعون فلسفة الامتنان ويطبقونه؛ فيعتبرون -وفقًا لقانون الجذب- أن استخدامهم للامتنان الشامل يجلب لهم بانتظام الكثير من الأمور الإيجابية في حياتهم، بما في ذلك الثروة!


كوني ممتنة لـ:
1- حياتك.

2- الكون.

3- الزمان والمكان.

4- المشكلات والتحديات والصعوبات التي تواجهينها.

5- أخطائك.

6- وعيك.

7- ذاتك.

8- الأشخاص الذين يعاملوك بأسلوب غير محترم مؤدب أو ظلموك.

9- اعتقاداتك وعواطفك.

10- حريتك في الاختيار.

11- أفكارك ومفاهيمك.

مع هذا النهج، ستعرفين أن كل المصاعب الخاصة التي تعرضتِ لها كانت في حقيقتها نعمًا أعطاكِ الله إياها لتستفيدي منها وتقويك.. وأرجو منك في النهاية أن تكوني ممتنة.