<TR align=middle>وقــد حوتــه لفظــة الشــهادة | فهـي سـبيل الفـوز والسعادة | <TR align=middle>مـــن قالهــا معتقــدا معناهــا | وكـــــان عــــاملا بمقتضاهــــا | <TR align=middle>في القول والفعل ومات مؤمنا | يبعــث يــوم الحشـر نـاج آمنـا | |
( وقد حوته ) أي جمعته واشتملت عليه ( لفظة الشهادة ) أي شهادة أن لا إله إلا الله ( فهي ) أي هذه الكلمة ( سبيل الفوز ) بدخول الجنة والنجاة من النار، قال الله عز وجل: سورة آل عمران الآية 185
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ( آل عمران: 185 ).
( و ) هي سبيل ( السعادة ) في الدارين أي طريقهما لا وصول إليهما إلا بهذه الكلمة، فهي الكلمة التي أرسل الله بها رسله وأنزل بها كتبه، ولأجلها خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار، وفي شأنها تكون الشقاوة والسعادة، وبها تأخذ الكتب باليمين أو الشمال، ويثقل الميزان أو يخف، وبها النجاة من النار بعد الورود، وبعدم إلتزامها البقاء في النار، وبها أخذ الله الميثاق، وعليها الجزاء والمحاسبة وعنها السؤال يوم التلاق؛ إذ يقول تعالى: سورة الحجر الآية 92
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ سورة الحجر الآية 93
عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( الحجر )، وقال تعالى: سورة الأعراف الآية 6
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ( الأعراف: 6 ).
فأما سؤاله تعالى الذين أرسل إليهم -يوم القيامة- فمنه قوله تعالى:
[ ج- 2] function popUp1(ID)
{
window.open("DisplayMargins.aspx?ID="+ID, "nn",'toolbar=0,scrollbars=2,location=0,statusbar=0,menubar=0,resizable=1,width=600,height=300,left = 150,top = 100');
}
function GotoPage(GUID)
{
PartID=GUID.split(" ")[0];
PageID=GUID.split(" ")[1];
obj=document.location.href;
x = obj.split("BookID");
if(x.length==1)
{
x = obj.split("SectionID");
}
y = x[1].split("&");
BookID = y[0].split("=")[1];
document.location.href="ShowByPage.aspx?BookID="+BookID+"&Part="+PartID+"&PageID="+PageID;
}
[ص-510] سورة القصص الآية 65
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ( القصص: 65 )، والآيات قبلها وبعدها وغير ذلك.
وأما سؤاله المرسلين، فمنه قوله تعالى: سورة المائدة الآية 109
يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ( المائدة: 109 ) ، وغير ذلك من الآيات.
وهي أعظم نعمة أنعم الله عز وجل بها على عباده أن هداهم إليها، ولهذا ذكرها في سورة النحل التي هي سورة النعم، فقدمها أولا قبل كل نعمة، فقال تعالى: سورة النحل الآية 2
يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ( النحل: 2 ).
وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة، وهي أصل الدين وأساسه ورأس أمره وساق شجرته وعمود فسطاطه، وبقية أركان الدين وفرائضه متفرعة عنها متشعبة منها، مكملات لها، مقيدة بالتزام معناها والعمل بمقتضاها، فهي العروة الوثقى التي قال الله عز وجل: سورة البقرة الآية 256
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا ( البقرة: 256 ).
قاله
سعيد بن جبير والضحاك ، وهي العهد الذي ذكر الله عز وجل؛ إذ يقول: سورة مريم الآية 87
لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ( مريم: 87 )، قال ذلك
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: هو شهادة أن لا إله إلا الله، والبراءة من الحول والقوة إلا بالله، وأن لا يرجو إلا الله عز وجل، وهي الحسنى التي قال الله عز وجل: سورة الليل الآية 5
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى سورة الليل الآية 6
وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى سورة الليل الآية 7
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ( الليل ) الآيات.
[ ج- 2] function popUp1(ID)
{
window.open("DisplayMargins.aspx?ID="+ID, "nn",'toolbar=0,scrollbars=2,location=0,statusbar=0,menubar=0,resizable=1,width=600,height=300,left = 150,top = 100');
}
function GotoPage(GUID)
{
PartID=GUID.split(" ")[0];
PageID=GUID.split(" ")[1];
obj=document.location.href;
x = obj.split("BookID");
if(x.length==1)
{
x = obj.split("SectionID");
}
y = x[1].split("&");
BookID = y[0].split("=")[1];
document.location.href="ShowByPage.aspx?BookID="+BookID+"&Part="+PartID+"&PageID="+PageID;
}
[ص-511] قاله
أبو عبد الرحمن السلمي والضحاك ، ورواه عطية عن
ابن عباس ، وهي كلمة الحق التي ذكر الله عز وجل؛ إذ يقول تعالى: سورة الزخرف الآية 86
إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( الزخرف: 86 )، قال ذلك البغوي . وهي كلمة التقوى التي ذكر الله عز وجل؛ إذ يقول: سورة الفتح الآية 26
وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ( الفتح: 26 ).
روى ذلك
ابن جرير وعبد الله بن أحمد
والترمذي بأسانيدهم إلى
أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهي القول الثابت الذي ذكر الله عز وجل؛ إذ يقول تعالى: سورة إبراهيم الآية 27
يثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ( إبراهيم: 27 ).
أخرجاه في الصحيحين عن
البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهي الكلمة الطيبة المضروبة مثلا قبل ذلك؛ إذ يقول تعالى: سورة إبراهيم الآية 24
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ( إبراهيم: 24 )، قاله
[ ج- 2] function popUp1(ID)
{
window.open("DisplayMargins.aspx?ID="+ID, "nn",'toolbar=0,scrollbars=2,location=0,statusbar=0,menubar=0,resizable=1,width=600,height=300,left = 150,top = 100');
}
function GotoPage(GUID)
{
PartID=GUID.split(" ")[0];
PageID=GUID.split(" ")[1];
obj=document.location.href;
x = obj.split("BookID");
if(x.length==1)
{
x = obj.split("SectionID");
}
y = x[1].split("&");
BookID = y[0].split("=")[1];
document.location.href="ShowByPage.aspx?BookID="+BookID+"&Part="+PartID+"&PageID="+PageID;
}
[ص-512] علي بن طلحة عن
ابن عباس ، أصلها ثابت في قلب المؤمن، وفرعها العمل الصالح في السماء صاعد إلى الله عز وجل.
وكذا قال الضحاك
وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغير واحد وهي الحسنة التي ذكر الله عز وجل؛ إذ يقول: سورة الأنعام الآية 160
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ( الأنعام: 160 )، وقال تعالى: سورة النمل الآية 89
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ( النمل: 89 ).
قال ذلك
زين العابدين وإبراهيم النخعي . وعن أبي ذر مرفوعا: " هي أحسن الحسنات ، وهي تمحو الذنوب والخطايا". وهي المثل الأعلى الذي ذكر الله عز وجل إذ يقول: سورة الروم الآية 27
وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ( الروم: 27 )، قال ذلك قتادة
ومحمد بن جرير ، ورواه مالك عن
محمد بن المنكدر .
وهي سبب النجاة كما في صحيح مسلم
صحيح مسلم الصلاة (382) ، سنن الترمذي السير (1618) ، مسند أحمد (3/229) ، باقي مسند المكثرين (3/253). أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع مؤذنا يقول: " أشهد أن لا إله إلا الله "، فقال صلى الله عليه وسلم: " خرجت من النار ". وفيه عن
عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "
صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3252) ، صحيح مسلم الإيمان (29) ، سنن الترمذي الإيمان (2638) ، مسند أحمد (5/318). من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار ".
وفي حديث الشفاعة الآتي إن شاء الله تعالى: " أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ".
[ ج- 2] function popUp1(ID)
{
window.open("DisplayMargins.aspx?ID="+ID, "nn",'toolbar=0,scrollbars=2,location=0,statusbar=0,menubar=0,resizable=1,width=600,height=300,left = 150,top = 100');
}
function GotoPage(GUID)
{
PartID=GUID.split(" ")[0];
PageID=GUID.split(" ")[1];
obj=document.location.href;
x = obj.split("BookID");
if(x.length==1)
{
x = obj.split("SectionID");
}
y = x[1].split("&");
BookID = y[0].split("=")[1];
document.location.href="ShowByPage.aspx?BookID="+BookID+"&Part="+PartID+"&PageID="+PageID;
}
[ص-513] وهي سبب دخول الجنة كما في الصحيحين عن
عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3252) ، صحيح مسلم الإيمان (28). من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله الجنة من أي أبواب الجنة الثمانية شاء ". وفي رواية: " أدخله الله الجنة على ما كان من عمل ".
وهي أفضل ما ذكر الله عز وجل به، وأثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة، كما في المسند عن
عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "
مسند أحمد (2/170). إن نوحا عليه السلام قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كل حلقة مبهمة لفصمتهن لا إله إلا الله ".
وفيه عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم: "
التحميل جاري.... أن موسى عليه الصلاة والسلام قال: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به، قال يا موسى : قل لا إله إلا الله. قال موسى : يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى قل لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، إنما أريد شيئا تخصني به. قال: يا موسى لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وعامرهن غيري في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله .
وفي
الترمذي والنسائي في المسند عن
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "
سنن الترمذي الإيمان (2639) ، سنن ابن ماجه الزهد (4300) ، مسند أحمد (2/213). إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رءوس [ ج- 2]
function popUp1(ID)
{
window.open("DisplayMargins.aspx?ID="+ID, "nn",'toolbar=0,scrollbars=2,location=0,statusbar=0,menubar=0,resizable=1,width=600,height=300,left = 150,top = 100');
}
function GotoPage(GUID)
{
PartID=GUID.split(" ")[0];
PageID=GUID.split(" ")[1];
obj=document.location.href;
x = obj.split("BookID");
if(x.length==1)
{
x = obj.split("SectionID");
}
y = x[1].split("&");
BookID = y[0].split("=")[1];
document.location.href="ShowByPage.aspx?BookID="+BookID+"&Part="+PartID+"&PageID="+PageID;
}
[ص-514] الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم. فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: فإنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء .
قال
الترمذي : هذا حديث حسن غريب.
وهي التي لا يحجبها شيء دون الله عز وجل، كما في
الترمذي عن
عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: " لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه "، وفيه أيضا عن
أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "
سنن الترمذي الدعوات (3590). ما من عبد قال لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت لها أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ".
وهي الأمان من وحشة القبور وهول الحشر، كما في المسند وغيره عن
[ ج- 2] function popUp1(ID)
{
window.open("DisplayMargins.aspx?ID="+ID, "nn",'toolbar=0,scrollbars=2,location=0,statusbar=0,menubar=0,resizable=1,width=600,height=300,left = 150,top = 100');
}
function GotoPage(GUID)
{
PartID=GUID.split(" ")[0];
PageID=GUID.split(" ")[1];
obj=document.location.href;
x = obj.split("BookID");
if(x.length==1)
{
x = obj.split("SectionID");
}
y = x[1].split("&");
BookID = y[0].split("=")[1];
document.location.href="ShowByPage.aspx?BookID="+BookID+"&Part="+PartID+"&PageID="+PageID;
}
[ص-515] النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "
التحميل جاري.... ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله وقد قاموا ينفضون التراب عن رءوسهم يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ".
واعلم أن النصوص الواردة في فضل هذه الشهادة كثيرة لا يحاط بها، وفيما ذكرنا كفاية، وسنذكر إن شاء الله تعالى عند ذكر شروطها ما تيسر من نصوص الكتاب والسنة، ويكفيك في فضل لا إله إلا الله إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها أعلى جميع شعب الإيمان، كما في الصحيحين عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
صحيح البخاري الإيمان (9) ، صحيح مسلم الإيمان (35) ، سنن الترمذي الإيمان (2614) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5005) ، سنن أبي داود السنة (4676) ، سنن ابن ماجه المقدمة (57) ، مسند أحمد (2/379). الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستون- شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " الحديث. وهذا لفظ مسلم